توافدت أعداد كبيرة من الأمهات وسط حالة من الخوف والهلع الشديد صباح أمس إلى أحد المجمعات التعليمية الخاصة بالبنات والمكون من ثلاثة طوابق والواقع بحي المحمدية بمحافظة حفر الباطن الذي يضم المدرسة الابتدائية ال57 والمتوسطة السابعة بعد سماعهن دوي إنذارات وصافرات آليات الدفاع المدني وسيارة الهلال الأحمر وتوقفها أمام ذلك المجمع. «شمس» تواجدت بقلب الحدث منذ البداية وشاهدت الوقت القياسي جدا لتواجد رجال الدفاع المدني وآلياتهم بالموقع وبشكل مكثف يتقدمهم مدير الإدارة العقيد أحمد الغيث ومدير العمليات العقيد خالد الشمري اللذين توقفا أمام البوابة الرئيسة للمجمع في محاولة منهما لتهدئة الطالبات وأولياء أمورهن لخروجهن دون حدوث تدافع واختناقات وهو الحال الذي كانت تقوم به إحدى مديرات المدرستين قبيل وصول رجال الدفاع المدني. حيث كانت المعلمات تقمن بمحاولات حثيثة لتهدئة الأوضاع وطمأنة الطالبات وثنيهن عن الخروج خارج المجمع وعلى الرغم من اجتهادهن المقدر إلا أنها كادت أن تتسبب بحدوث كارثة أمام البوابة الرئيسة؛ نظرا إلى كثرة الطالبات وتدافعهن الذي كاد أن يتسبب في حالات اختناق لعدد كبير من الطالبات، وكان الأولى أن يسمحن لهن بالخروج الفوري خارج المجمع قبل دخول العديد من أمهات الطالبات إلى المجمع من خلال البوابة نفسها للبحث عن بناتهن حيث خرج العديد منهن وبصحبتهن بناتهن الطالبات، وبعد فترة وجيزة هدأت الأمور بعد مغادرة جميع الطالبات مجمعهن التعليمي ليقوم بعد ذلك مدير إدارة الدفاع المدني بالمحافظة ومدير العمليات بالدخول إلى المجمع وتمشيط طوابقه الثلاثة بدقة إلا أنهم لم يجدوا أي أثر للحريق كما شوهد مدير إدارة التربية والتعليم بالمحافظة ناصر العبدالكريم بالموقع. من جانب آخر أوضح ل«شمس» الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري من خلال اتصال أجريناه معه أن عمليات الدفاع المدني بالمحافظة تلقت عند الساعة التاسعة والنصف صباحا بلاغا عن وقوع حريق في مجمع تعليمي، وعند وصول الفرق للموقع اتضح أن الموقع مبنى حكومي مكون من ثلاثة طوابق يضم الابتدائية ال57 والمتوسطة ال،7 وعدد الطالبات والمعلمات والمستخدمات فيها، وقد قامت إدارة المدرستين بإخلائهما كإجراء احترازي إلى الساحة الخارجية، فيما قام الدفاع المدني بتمشيط المبنى ولم يجد أي حريق، وقد اتضح أن السبب هو تشغيل المكيفات على وضع التدفئة ما تسبب في انبعاث رائحة تشبه رائحة الحريق. الجدير ذكره أن أحد حراس المجمع «سعودي» قام وفور تلقيه بلاغا عن الحريق بالتوجه إلى الغرفة الخاصة بكهرباء المجمع التي كانت مقفلة بكسر أقفالها وفصل التيار الكهربائي عن جميع أجزاء المجمع.