المتابع للدراما السعودية عن قرب في الأعوام الأخيرة، يلمس حجم الميزانيات التي تصرفها مؤسسات الإنتاج على المسلسلات وعلى نجوم هذه الأعمال؛ للحضور بقوة ومنافسة العمل السعودي في سباق الدراما العربية. ورغم تلك المبالغ المصروفة على الحركة الدرامية، وكم الإنتاج السنوي، إلا أننا نجد أن غالبية أعمالنا، إن لم يكن جميعها، تدار بكوادر عربية وذلك من خلال عدسات المخرجين العرب.. الوضع أصبح كحالة «المدربين الأجانب» الذين ينتقلون من فريق إلى آخر في الدوري المحلي نفسه! «شمس» فتحت التساؤلات في هذا الأمر، وتوجهت بسؤال إلى مخرجين سعوديين ومهتمين بالحركة الدرامية، بصيغة «أما آن للمخرج السعودي أن يتولى دفة هذه الأعمال الدرامية؟» و«ما المعوقات التي تواجه المخرجين الشباب حتى تنهض الدراما المحلية بكوادر سعودية؟». وكانت الإجابة الأولى من المخرج الشاب سمير عارف، حيث قال «المنتجون لا يرغبون في المجازفة بأعمالهم مع مخرجين شباب، وبعض المنتجين، للأسف، لا يقتنع بالمخرج المحلي» وأضاف أن عدم وجود معاهد تدرس الإخراج أحد الأسباب الرئيسة في خلق هذه المعضلة. من جهة أخرى عزا المخرج رجاء العتيبي القضية، إلى عدم وجود كوادر سعودية مؤهلة أكاديميا، وعدم امتلاكهم خبرات متراكمة. كما أشار المخرج عامر الحمود، إلى أن الضعف الموجود وعدم وجود كوادر سعودية «هو ما فتح الباب للإخوة العرب، ومرحبا بهم؛ لأن الفن ليس له جنسية». المخرج عبدالخالق الغانم أكد وجود شباب طموح، وأوضح «تبقى مسألة الثقة والأجر مربوطة بهذا الأمر؛ لهذا لا نشاهد حضورا على مستوى الإخراج». وأوضح رئيس جمعية المنتجين السعوديين محمد الغامدي، أن الجمعية دائما ما تناقش هذا الموضوع، وتعمل على إيجاد الحلول في كيفية الاستفادة من المواهب الموجودة لدينا.