الحديث عن الدراما السعودية ذو شجون ورغم كل ما تمر به هذه الدراما من عجز وتكاسل عن تحقيق أبسط الإنجازات، يبقى الأمل معلقاً فيها بأن تحقق في يوم من الأيام حركة درامية تكون بمستوى الحركة الدرامية في مصر وسوريا والتي ولدتا مبدعين في العديد من المجالات ومنها الإخراج وكتابة السيناريو والتمثيل والجنود المجهولون خلف الكاميرا ولكن التساؤل الذي يطرح رغم مرور هذه السنوات الطويلة على بدء الحركة الدرامية السعودية والتي تتسم بالموسمية وعدم القدرة على الاستمرار نتيجة عدم قدرتها على مواكبة التطور الحاصل في الصناعة الدرامية سواء على مستوى الإنتاج أو التنفيذ وحول الدراما السعودية وتخريج المبدعين يأتي هذا التحقيق ليجيب على التساؤلات التالية: هل استطاعت الدراما السعودية تخريج مبدعين في حقل التمثيل والإخراج والتصوير وهندسة الإضاءة وغيرها من المجالات الفنية؟ ولماذا لا يحرص المنتجون السعوديون على تكوين قاعدة للدراما السعودية في تعليم بعض الكوادر الوطنية فن صناعة الدراما؟ ولماذا أغلب مصوري المسلسلات السعودية هم من الاخوة العرب وليسوا من المصورين السعوديين؟ وهل هناك من يحارب من أجل إقامة معهد فني لتخريج المتخصصين في صناعة الإعلام والمسلسلات؟ وهل فكرة إقامة معهد فني متخصص فكرة محاربة من بعض فئات المجتمع السعودي؟ الفنان عبدالله السدحان أجاب على هذه التساؤلات وقد كان واقعياً في إجابته التي شخصت عن قرب الوضع الدرامي في التساؤلات السابقة حيث قال السدحان: «واقع تخريج المبدعين في الدراما السعودية يشبه مطر الرياض والذي يتسم بالشح والندرة في هطوله» وعن تكوين القاعدة للدراما السعوية قال: «لأن حتى الدراما والمسرح غير معترف بهما حتى الآن من قبل الدولة وهي فنون ضائعة وليس لها جهة ترعاها وليس لها داعم» وعن الاعتماد على المصورين الأجانب قال: «لأن ليس لدينا معاهد ولدينا تجارب بسيطة لا يمكن أن توليها مسألة تصوير مسلسل تلفزيوني ونحن نريد معهداً لتخريج مصورين ومهندسي إضاءة ومهندسي ديكور ونحن حاولنا أن نستقطب المصور محمد الحميد ولكن مسألة تفريغه من عمله في التلفزيون مسألة طويلة وبحاجة لإجراءات معقدة» وعن المحاربة والسعي الجاد لإنشاء معهد فني متخصص قال السدحان: «لا يوجد من يحارب وكل الموضوع لا يتعدى الحديث عن هذا الموضوع في اللقاءات الصحافية والتلفزيونية وأعتقد أنه يجب أن تكون كلية فنون متخصصة تابعة لإحدى الجامعات ولكن في ظل تحريم التصوير والتلفزيون لن يقام مثل هذه الكلية ولا حتى المعهد» وعن محاربة إقامة هذا المعهد قال: «نعم أعتقد أنه محارب مثل ما حورب التلفزيون سابقاً وغيره من وسائل الإعلام والفن ولكن إقامة هذا المعهد هو بحاجة لقرارات قوية». المخرج عامر الحمود قال: «أتوقع أن الدراما أخرجت مبدعين في مجال التمثيل فقط ولكن المجالات الأخرى ليسوا مبدعين بمستوى المبدعين في الدول المجاورة وأعتقد أن تخريج مبدعين بحاجة لعجلة انتاج دائمة لكي يحدث هذا الأمر وليس انتاجاً موسمياً وحسب الحاجة»، وعن حرص المنتجين على دعم الشباب وتعليمهم صناعة الدراما قال الحمود: «هذا الزمر لا يقوم على عاتق منتج وهذا دور جهات حكومية والمنتج قد يستقدم أحد الشباب في تدريبه على الإخراج أو التصوير ولكن نحن بحاجة لمعهد يتولى هذا الموضوع ويكون برعاية وزارة الثقافة والإعلام أو جمعية الثقافة والفنون»، وعن استقدام المصورين الأجانب لتصوير المسلسلات السعودية قال «المخرج يحرص على أن يكون المصور ذا خبرة لأنه سيكون عين المخرج أثناء عملية التصوير ولا يمكن أن يغامر المخرج في جلب مصور ليس له خبرة في هذا المجال والمصورون الذين يعملون معنا نطلب منهم مشاهدة بعض أعمالهم لكي نثق في عملهم وأعتقد أن الخبرة تنقص المصورين السعوديين في هذا المجال وأعتقد أن لدينا مصوراً واحداً متميزاً في تصوير الدراما وهو محمد الحميد الذي صور أجزاء لطاش»، «أنا حاربت لإقامة معهد مبسط يقدم بعض الدورات وأنا أطمح لإقامة معهد متخصص في الفنون وهذا بحاجة لدعم مادي أكثر من الدعم المعنوي»، «ولا أعتقد أن إقامة معهد محارب ولأنه حينما يقام سيكون برعاية جهات مسؤولة ولها وزنها». الفنان عبدالرحمن الخريجي شارك في التحقيق قائلاً: «نعم ولكن لا أعرف درجة الإبداع التي تطلبها (أقصد المبدعين مثل حاتم علي كمخرج وعبدالرحمن الملا كمصور من البحرين) الإبداع مسألة غير بسيطة إذا كنت هذا ما تقصده لا لم تخرج مبدعين ولكن على قدهم ونحن ليس لدينا ساحة لكي يبرز المبدعون، وأعتقد أن قلة الإنتاج هي السبب في عدم الحرص على تكوين قاعدة والمنتج قد يأتيه عمل واحد في السنة وقد يجلس عدة سنوات لا يأتيه عمل فهناك أناس لهم خبرتهم وهم الأحق بالعمل وليس هناك وقت يسمح للمنتج بتقديم كوادر جديدة وأعتقد أن هذا هو السبب، فالجميع يريد أن ينتهي من المسلسل ويسلمه للتلفزيون وليس في حساباتهم تكوين هذه القاعدة، أعتقد أن قلة المصورين الدراميين كما أن بعض الذين تعلموا انزووا في زوايا التلفزيون ولم يسوقوا أنفسهم كشباب سعوديين لديهم الرغبة في تصوير المسلسلات، وإلى درجة المحاربة لم يقم أحد في هذا الموضوع لأن أغلبهم يعتقد أنه لا توجد جهة معينة ويمكن أن تسانده لإقامة هذا المعهد وإقامة المعهد ليست محاربة ولكن عدم وجود جهة مسؤولة تدعمه كما أن الإنتاج ليس بتلك الكثافة التي تتطلب وجود معهد فني يخرج المتخصصين كما أن هؤلاء بعد تخرجهم أين يذهبون.