أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن متابعة الجامعة العربية لما يجري من أحداث في سورية ليس فيها أي تطاول أو تدخل في الشؤون الداخلية بل يعكس الحرص على النظام العربي والتعاون العربي. وقال عقب رئاسته وفد المملكة في أعمال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي التركي في العاصمة المغربية الرباط: «إن الأحداث الدامية التي حصلت فيها لا بد أن تحز في نفس كل عربي وكل مسلم، ووسائل الجامعة في الحقيقة لحل المشكلة، ليس فيها أي تطاول أو مزايدة أو تدخل في الشؤون الداخلية لكن حرصا على النظام والتعاون والتطور العربي؛ وبالتالي كل الأهداف إيجابية وكلها في صالح سورية، ليس المهم التعليق أو عدم التعليق لكن المهم أن يقف نزيف الدم ويبدأ الحوار وتسحب آلات الدمار من المدن السورية ويعيش الفرد السوري في سلم وأمان. واختتمت الليلة أعمال الاجتماع الوزاري العربي الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي رأسه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي. وقد وافق وزراء الخارجية العرب المشاركون في الاجتماع على مشروع بروتوكول بشأن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية. وأفاد البيان الصادر في ختام الاجتماع بأن مهمة هذه البعثة تتمثل في التحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين. وأوضح البيان أن مجلس الجامعة منح الحكومة السورية مهلة ثلاثة أيام من أجل التوقيع على هذا البروتوكول. وأكد المجلس أنه بعد توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول، وبعد وقف جميع أعمال العنف والقتل يتم إرسال بعثة مراقبي الجامعة فورا إلى سورية. وقالت تركيا التي تنتقد الآن حليفتها السابقة إن سورية فشلت في احترام خطة السلام العربية لوقف الاضطرابات. وشبه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو الذي كان يتحدث في الرباط عبر مترجم سورية بليبيا حيث أمسك المعارضون بالزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وقتلوه بطريقة مهينة الشهر الماضي. وشددت الدول الغربية عقوباتها على سورية وكان الملك عبدالله الثاني ملك الأردن أول حاكم عربي يدعو الأسد إلى الاستقالة بعد ضمان تسليم سلس للسلطة. ولم تصل الجامعة العربية إلى حد المطالبة برحيل الأسد ولم تقترح أي تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا ولكن عزلها لسورية من خلال تعليق عضويتها ضربة لدولة تشكل القومية العربية عقيدة رئيسية لحزب البعث الحاكم بها.