ختم شباب مكة العمل في موسم الحج لهذا العام والذي كان نافذة من نوافذ الربح والتكسب لديهم، كما أنها تعتبر فرصة لهم في تلقي الكثير من الخبرات والقدرات والثقافات المختلفة نتيجة احتكاكهم المباشر بأعداد كبيرة ومختلفة من حجاج بيت الله الحرام فتجدهم يخدمون ضيوف الرحمن والابتسامات لا تفارق شفاههم ومحياهم فلا تكاد تخطئ عين المتجول في المسجد الحرام أو المشاعر المقدسة أو أرجاء مكةالمكرمة خلال موسم الحج إلا وتجد المجموعات الشبابية وشباب مكة يقدمون خدمات جليلة للحجاج فهم يعملون بكل جد واجتهاد وتفان وإخلاص وتعلو شفاههم الابتسامة رغم الزحام الكثيف والعمل الشاق تحت شعار «خدمة الحاج شرف لنا». يقول كل من أحمد عبدالله وطارق سعود وعزام سعد من الشباب الذين انخرطوا في العمل في إحدى شركات حجاج الداخل بمكة إنه مع دخول موسم الحج يشرع شريحة من جهودها للبحث عن العمل الموسمي في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، حيث يعد الحج موسما لشغور العديد من الوظائف الموسمية المحددة بزمن قصير، إضافة إلى قيام أعداد كبيرة من الشباب بالعمل في القطاع الحر والتجارة وكافة الأعمال التي تطرحها الشركات والمؤسسات بالعاصمة المقدسة وتمثل هذه الوظائف والأعمال فرصة للكثيرين للاستفادة من إجازة عيد الأضحى المبارك وتحقيق مردود مالي مجز خلال أيام قليلة لا تتجاوز الشهر، لافتين إلى أن «العمل في موسم الحج شاق إلا أنه ممتع خاصة أننا نخدم ضيوف الرحمن، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة إكرام الحجاج والصبر عليهم فهم لا يعرفون تقاليد البلد ولغتنا، وهم ضيوف الرحمن، وضيوفنا، لذا ينبغي بلا شك أن نحسن وفادتهم وضيافتهم، وأن نقدم لهم كل ما نستطيع، وإن كان أبسط شيء نقدمه لهم هو الابتسامة في وجوههم، لإشعارهم بالأمان والمحبة، فهم ينظرون إلينا على أننا أهل هذا البلد الحرام، لذا فنحن لنا منزلة كبيرة لديهم». ويبين نائب رئيس اللجنة الوطنة للحج بالغرف التجارية والصناعية عبدالقادر الجبرتي أن شركات ومؤسسات حجاج الداخل تدار بالكامل بمواطنين، بل ولا يسمح النظام أصلا باستخدام الأجانب خاصة في المكاتب، وهي بذلك تفتح فرص عمل كبيرة، مضيفا أن لدينا تقريبا 241 شركة ومؤسسة، وكل شركة ومؤسسة لها ما يعادل أربعة فروع منتشرة في أنحاء المملكة، وكل مكتب لا يقل عن خمسة موظفين مواطنين، وهي بذلك تصبح في حدود خمسة آلاف وظيفة مكتبية، هذا فضلا عن الوظائف في المشاعر التي تقتصر فقط على المواطنين من حراس الأمن والمشرفين في منى وعرفات ومزدلفة، والتي عادة لا تقل عن عشرة موظفين، وبذلك يكون عدد الوظائف في المشاعر المقدسة للمواطنين تقريبا عشرة آلاف وظيفة، إضافة إلى وظائف المرشدين للحافلات التي تقدر أيضا بخمسة آلاف وظيفة، مشيرا إلى أن ذلك يعد حاضنة كبيرة لتدريب الشباب السعودي في تقديم هذه الخدمة المشرفة، وقد نجحوا بالفعل في هذا الدور، وهي بذلك حاضنة كبيرة للتدريب الشباب السعودي في تقديم هذه الخدمة المشرفة، وقد نجح بالفعل الشباب السعودي بهذا الدور وحل مكان غيرهم الجنسيات الأخرى خاصة أن المواطنين من السعوديين والمقيمين عندهم ثقة كبيرة فيهم واطمئنان لأعمالهم وهم أمام تحد كبير. وأوضح المدير التنفيذي للجنة التدريب والتأهيل والسعودة بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة بسام فتيني أن الوظائف الموسمية في موسم الحج متنوعة وخاصة في مجال الخدمات كمؤسسات الطوافة أو النقابة العامة وفرق المراقبة في وزارة الحج هذا إذا اعتمدنا على الوظائف المحددة كفرص وظيفية، أما فرص كسب الرزق فهي لا حدود لها وأهل مكة أدرى بشعابها. وعن مدى إقبال الشباب على وظائف الحج، يقول فتيني إنها تتفاوت باختلاف مسببات البحث عن العمل لكن بالتأكيد هي جاذبة لمن لا يملك عملا وكذلك لمن يود تحسين دخله، والفئة الأخرى المتبقية هي التي جبلت على العمل في الحج كبعض المطوفين، موضحا أن الشباب يعملون بكل ارتياح وهمة لأنهم يشعرون بأنهم يقدمون خدمة جليلة لضيوف الرحمن بالوقوف معهم ومساعدتهم في أداء مناسكهم وما يحتاجون إليه، مشيرا إلى أن أجواء العمل في خدمة ضيوف الرحمن أمر لا يستطيع أحد وصفه أو نقله بالصورة الحقيقية إلا من عايش العمل وجرب هذه المتعة.