أكد عدد من المطوفين والمسؤولين والمختصين على أهمية توعية حجاج بيت الله الحرام قبل وصولهم للأراضي المقدسة سواء نسكيا أو صحيا أو نظاميا، مشيرين إلى أن البعض من الحجاج يأتون إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أميين بصورة الحج الصحيحة فلا بد من توعيتهم سواء التوعية الدينية أو التوعية الصحية أو التوعية الإرشادية. أوضحت المشرفة على اللجنة النسائية للتوعية والرعاية الاجتماعية بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية الدكتورة وفاء محضر أنه لا شك أن أهم عقبة تعوق تحقيق أهداف الحج الكبرى هي عدم وعي حجاج بيت الله الحرام بحقيقة الحج وصورته الصحيحة فجهل البعض من الحجاج بصورة الحج الصحيحة، وعدم مراعاتهم لآدابه وعدم عملهم على الأخذ بالأسباب التي تهيئ لهم الانتفاع بالحج والتقيد بالصورة الصحيحة للعبادة الفعلية والقولية ومراعاة الآداب الشرعية والأخذ بأسباب النظافة وتنزيه المشاعر عما لا يليق بها ومراعاة الوسائل الصحيحة كل ذلك ما يعوق تحقيق أهداف الحج الكبرى لذا ينبغي على بعثات الحج في جميع الدول توعية وتثقيف الحجاج قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة وكذلك استخدام الأفلام السينمائية بتوعية الحجاج وترجمتها بلغات وبثها في الفضائيات الإسلامية ودور السينما وجميع الوسائل المتاحة، مشيرة إلى أن نحو «30 %» من الدول لا تقوم بتوعية حجاجها سواء نسكيا أو صحيا أو ثقافيا أو بأنظمة الحج فنلاحظ أن البعض من الحجاج لديهم معتقدات خاطئة ليست من نسك الحج كذلك بعض التصرفات الخاطئة منهم. وبين نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن هناك خطة توعوية لحجاج بيت الله الحرام والحرص على التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة لتأدية المناسك على الوجه المطلوب وذلك من خلال عدد من الخدمات منها الخدمات التوجيهية والإرشادية التي تركز على توعية ضيوف الرحمن بالمهم من أمور دينهم وإرشادهم وإقامة حلقات الدروس والإفتاء على أيدي عدد من المشايخ والعلماء والمدرسين المكلفين في المسجد الحرام وتوزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الإرشادية ويشرف على تنفيذ هذه الخدمات عدد من الإدارات العاملة بالمسجد الحرام وهي الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد الحرام ووحدة شؤون المرشدات وإدارة التطويف وإدارة شؤون المصاحف، مضيفا أنه تم تجهيز أكثر من «100» كبينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام وعند الأبواب متصلة بمكاتب أصحاب الفضيلة المشايخ للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأمور العبادات والمناسك. ويوضح نائب رئيس بعثة الحج النيجيرية الدكتور صالح اكنوا أنه سيؤدي هذا العام الركن الخامس من أركان الإسلام من 38 ولاية نيجيرية، لافتا النظر إلى أن بعثة الحج النيجيرية تحرص على تكثيف برامج التوعية الدينية والصحية والمسلكية على الحجاج قبل قدومهم إلى المملكة، وذلك من خلال منابر المساجد ووسائل الإعلام المختلفة والمحاضرات والندوات علاوة على توزيع المطويات التوعوية المختلفة على الحجاج، بالإضافة إلى تعريف الحجاج بالأنظمة والتعليمات الصادرة من المملكة المتعلقة بتنظيمات الحج لتطبيقها على أرض الواقع والالتزام بها للمشاركة في نجاح أعمال الحج مع كل المعنيين بشؤون الحج والحجاج في هذه البلاد المباركة. وبين المستشار في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالرحمن بن علي العسكر أن توعية الحجاج مطلب شرعي وواقع عملي حيث إن توعية الحاج من أهم الأمور التي يسعى إليها القائمون على خدمة الحرمين الشريفين بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، لافتا إلى أن مفهوم التوعية في الحج لا يقتصر على التوعية الدينية فقط، بل يشمل كل توعية للحجاج، في المجال الديني والأمني والصحي والأخلاقي والسلوكي وغير ذلك، وأنه بناء على ذلك لا يمكن حصر ما يقدم من جهود في مجال التوعية في الحج، وذلك لتنوعها وتوزيعها على عدة جهات في المملكة، بل على كل دولة يشارك مواطنوها في الحج، وأن توعية الحاج ليست قاصرة على فترة الحج فقط، بل قد يكون هناك دور كبير لتوعية الحاج في بلده، قبل قدومه مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، مضيفا أن الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج تقوم بمجهود كبير في توعية الحجاج والمعتمرين عن طريق اختيار نخبة من العلماء والأكاديميين وطلبة العلم، وتوزيعهم على منافذ قدوم الحجاج والمواقيت ومكةالمكرمة والمدينة المنورة، داعيا إلى وجوب تكاتف الجهود من جميع القائمين على الحجاج في جميع بلدان العالم، لبذل الجهد في توعية الحاج، قبل قدومه لهذه الأماكن المقدسة، وتوعيته بأهمية التعرف على ما يصدر من تنظيم للحجاج ويلتزم به، ليؤدي حجه على أكمل صورة، مشددا على جوب تكاتف القائمين على الحجاج، من مؤسسات ومطوفين وأدلاء مع جهود العاملين في مجال التوعية الإسلامية في الحج، بما يوصل المعلومة الصحيحة للحاج، ليؤدي نسكه على أكمل وجه .