لا شيء يفصل بين ثقافات المناطق لدينا بعد جغرافيا الأرض، سوى جغرافيا الموسيقى!. كل منطقة لها ماضيها ولونها الموسيقي الخاص الذي يصبغها. حتى في الثقافة القبلية وجدت الموسيقى طريقا لها حيث تشتهر كل قبيلة بألوان غنائية وأهازيج خاصة بها، وتعرف من خلالها. أكبر الشركات الغنائية العربية إما سعودية أو بتمويل رجال أعمال سعوديين. أكثر القنوات التليفزيونية الغنائية العربية سعودية، أو لملاك سعوديين. كانت الأسماء السعودية حاضرة بقوة في برامج الواقع التي تهتم بالموسيقى والغناء، وكانت أعظم أرقام التصويت في هذه البرامج الغنائية قادمة من السعودية. في داخل سيارات معظم السعوديين، أو في داخل أجهزة الحاسب الخاصة بهم، أو حتى هواتفهم النقالة ستجد إما أغنية أو مقطعا موسيقيا. زاحمت أسماء سعودية أعظم الأصوات الغنائية التي مرت على تاريخ العالم العربي، طلال مداح على سبيل المثال تعاون مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، محمد الموجي، بليغ حمدي وغيرهم!. في كل مناسبة أو حدث وطني، تبث أغاني وطنية، بأصوات وطنية، وعلى القنوات الرسمية الوطنية!. وفي كل حدث أو مناسبة وطنية يتم إقامة حفلات الأوبريت والمسرح الغنائي، تشارك فيها أصوات وطنية، ويخرجها مخرجون وطنيون!. لأعوام كانت الأغنية السعودية بوصلة للفن الخليجي، ولأعوام كان للفن السعودي حضوره المستمر في جميع المحافل العربية والدولية. كل ذلك دون أي مدارس موسيقية، دور عرض موسيقية، ولا حفلات غنائية. كل ذلك النبت الذي نما طوال هذه الأعوام الماضية، نما في داخل أرض جافة، في بيئة جافة، بلا..... «أصصصصصصصص يعني إيه موسيقى»؟.