يتقمص عدد من المتسولين والمتسولات أدوار المعاقين وفاقدي البصر من أجل استدرار عطف حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى المقدس وبالقرب من جسر الجمرات فيما ينتشر عدد من الأطفال ذوي العاهات المختلفة وهي إحدى الوسائل التي يستخدمونها من أجل زيادة الغلة اليومية لهؤلاء المتسولين والمتسولات، ويتوزع عدد من هؤلاء المتسولين والمتسولات من أصحاب العاهات في الطرق المؤدية إلى منى وجسر الجمرات، فيما تتسبب تلك الفئة من الشحاذين في عرقلة حركة المشاة في مشعر منى وذلك من أجل الحصول على مبالغ مجزية من صدقاتهم أثناء دخولهم وخروجهم من رمي الجمرات في أيام التشريق ويعملون في جماعات منظمة، ويعتمدون في عملهم على العاهات التي ابتلاهم الله بها مستغلين المناسبة الدينية وموسم الحج وحاجة الناس للأجر لتنفيذ خططهم ومآربهم التي يستهدفون من خلالها جيوب المسلمين المساكين. ويقول عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والرئيس التأسيسي للجمعية السعودية لرعاية الطفولة معتوق الشريف إن 90 % من المتسولين اصحاب العاهات يغتنمون موسم الحج ويحرصون على التواجد في المشاعر المقدسة لزيادة الغلة اليومية لما في المشاعر المقدسة من تواجد حجاج بيت الله الحرام الذين يحرصون على اكتساب الخيرات في مثل هذه الأيام مؤكدا أن استخدام الأطفال في التسول يصنف عالميا ضمن الاتجار بالبشر، لافتا إلى أن أطفال القارة الإفريقية هم الأكثر استغلالا للأطفال واستثمارا لإعاقاتهم لتحقيق مصدر دخل مالي في مشعر منى، وأن السيدات الإفريقيات يقفن وراء كثير من صور إيذاء الأطفال وتشويه براءتهم. واضاف السهلي أن الحجاج ينظرون إلى هؤلاء على أنهم فقراء الحرم ومن ثم يقدمون لهؤلاء المتسولين المزيد من الأموال؛ بغية اكتساب الأجر والثواب موضحا أن اصحاب العاهات تسببوا في افتراش طرقات مشعر منى وإعاقة الطريق أمام الحجاج سواء الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات أو المواقع الأخرى من المشعر المقدس مبينا أن عملهم يغلب عليه الطابع التنظيمي أكثر من العشوائي بحيث تجد أن عملية توزيعهم في المشاعر المقدسة قصد من خلالها أن يكونوا محط أنظار كافة الحجاج لكسب أكبر عدد من التعاطف ومن ثم جني أكبر مبلغ مالي ويعمد هؤلاء المتسولون إلى إظهار العاهات التي ابتلاهم الله بها؛ الأمر الذي يعد من أكثر الطرق رواجا التي يستخدمها هؤلاء لكسب التعاطف المطلوب المفضي إلى جيوب الحجاج المسلمين.