أخرجوا ورقة وقلما من فضلكم.. لا، لا، عذرا فما عاد أحد اليوم يجري عمليات الحساب بورقة وقلم أخرجوا آلاتكم الحاسبة إذن، ثم افترضوا أن متوسط دخل الموظف السعودي هو 6000 ريال في الشهر وأكتب لكم الافتراض السابقة بعد أن تعاطيت جرعة مكثفة من أكسير التفاؤل ثم اخصموا مبلغ 2000 ريال من أجل خروف العيد، هل اتفقنا أن ثلث الراتب طار؟ حسنا.. لكم الآن الحساب بكل قوانين الرياضيات التي تحفظونها لتوزيع الثلثين المتبقيين من الراتب حتى وصول موعد الراتب الجديد؟ هل فشلتم؟ لقد كان ذلك متوقعا، فأحد من قبلكم لم يتوصل لحل اللغز السابق! حسنا، دعونا نعود للخروف أبو 2000 ريال، وبالرياضيات أيضا وبافتراض أن هذا الخروف حائز على جائزة الخروف صاحب المركز الأول في لعبة «كمال الأجسام» فإن وزنه كاملا لن يتعدى 35 كيلو جراما، إذا ما تغاضينا عن كمية الماء التي تم حقنه بها، وإذا ما أغمضنا أعيننا عن كمية الخميرة والملح التي كانت تدس في وجباته الثلاث قبل عرضه في السوق! الآن اخصموا خمسة كيلو جرامات من الوزن الكلي ف«صوف» الخروف خارج اللعبة بالتأكيد، ثم اخصموا عشرة أخرى لأجل الخميرة والملح وباقي الأجزاء الداخلية الأخرى غير الصالحة للاستخدام الآدمي، ثم أربعة كيلو جرامات أخرى لاستخراج وزن العظم من الحسابات، أخرجوا الآلة الحاسبة لقسمة 2000 ريال على 16 كيلو من اللحم الصافي ليصبح وزن الكيلو الواحد من اللحم 125 ريالا!! جميل.. 125 ريالا لكيلوجرام واحد من اللحم، هنا أيها السادة يجب أن تلتزم كل الأرقام القياسية السابقة الصمت احتراما لهذا الرقم الجديد، لحم بهذا السعر يجب أن يعاد تكريره لمرات عدة قبل أكله، لحم بهذا السعر جدير بصنع طبقة جديدة من الشعب، «نباتية بالإجبار» طبقة لن تتذوق طعم اللحم إلا في المناسبات أومن هدايا الأعياد فقط!