أعلنت دراسة حديثة من الاتحاد الدولي لجمعية الصدفية «إيفبا» حيث أجري مسح على أكثر من خمسة آلاف مريض أن 47 % من الأفراد المصابين بمرض الصدفية بنسبة من معتدلة إلى حادة قد تأثروا أكثر بالخوف من رأي الآخرين في المرض مقارنة بالتحديات البدنية التي يمكن أن تنتج عن الصدفية. كما أوضحت الدراسة أيضا أن هناك رغبة للمزيد من الدعم في التعامل مع العواقب الانفعالية لمرضهم وكذلك تحسين العلاج وخدمات الرعاية. ويصادف، اليوم، ذكرى اليوم العالمي لمرض الصدفية الذي يوافق 29 من أكتوبر ويركز على زيادة الوعي بمرض الصدفية؛ دعما للتوعية بمرض الصدفية، والاعتماد على النتائج السابقة التي تبين أن للصدفية تأثيرا دائما لمدى الحياة على الأفراد المصابين بهذا المرض. وقد شارك في دراسة المسح مرضى من ثمانية بلدان «الدنمرك، ألمانيا، أيرلندا، المكسيك، البرتغال، السويد، الإمارات، بريطانيا». وقد تراوح عمر معظم المشاركين من 35 عاما أو أكثر «86 %» وكان 54 % منهم من السيدات. وقالت نائب الرئيس الإقليمي لقسم التطوير الإكلينيكي المختص بأمراض المناعة بمؤسسة أبوت كارول حسون: «تقدم دراسة الصدفية تحت الأضواء رؤية عن التأثير النفسي للتعايش مع الصدفية. حيث من المهم أن نتذكر أن مرض الصدفية هو اضطراب مزمن يصيب جهاز المناعة وليس له أعراض حاضرة على الجلد ولكنه يؤثر على اختيارات الناس في الوظائف والعلاقات وكذلك على صحتهم الوجدانية». وتبين النتائج الإضافية من الدراسة أن الأفراد الذين يتعايشون مع مرض الصدفية يتعاملون بانتظام مع المشاعر السلبية للقيمة الذاتية «62 %» ويشعرون بعدم الارتياح المصاحب للعلاقات الحميمية «40 %» وثقة أقل بالذات بمرور الوقت «50 %». وقد ذكر ثلث المشاركين المصابين بالصدفية من الدرجة المعتدلة إلى الحادة أن مفهوم الآخرين عن الصدفية قد أثر على أحد القرارات المهمة في حياتهم. كما ذكر نفس العدد أن هناك أياما لا يكونون منتجين فيها في عملهم نتيجة للمرض. ومع ذلك يقول 47 % من المرضى المصابين بالصدفية بدرجة معتدلة إلى حادة إنهم راضون عن العلاج ومع ذلك فان حوالي النصف «51 %» لم يستشيروا طبيب أمراض جلدية أو طبيبا بالمستشفى لعلاج مرض الصدفية. ويقول الدكتور أنور الحمادي، استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية بهيئة صحة دبي ومستشفى المدينةبدبي «تبين دراسة مسح الصدفية تحت الأضواء ما يقوله الأفراد عن خبرتهم في التعايش مع المرض». كما تؤكد نتائج الدراسة ما تثبته خبراتنا الواقعية، إضافة إلى ذلك فهي تلقي الضوء على التأثيرات النفسية للمرض. ويضيف قائلا «إن طرق العلاج المتواصل وطرق العلاج الحديثة يمكن أن تساعد المرضى على الخروج من هذه العزلة». ووفقا لما قاله رئيس قسم الأمراض الجلدية بوزارة الصحة الكويتية الدكتور نواف المطيري إن معظم المرضى يعانون من العواقب النفسية الاجتماعية أكثر من العواقب البدنية للمرض. وقد فسر ذلك بقوله «إن حدة المرض تعتمد على عمر المريض وعوامل أخرى». وأضاف قائلا إن المرض يمكن أن يبدأ ولكنه لا ينجم عن الضغوط النفسية، حيث فسر ذلك بقوله إنه لا يوجد سبب واحد لهذا المرض. ويؤيد أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية وكبير الاستشاريين بمؤسسة حمد الطبية في قطر الدكتور حسن رياض القول «إن المرض يصيب حياة المصابين به بالتوتر». وقد ذكر أيضا «في ثلث الحالات تظهر الأعراض في عمر مبكر». ويقول الأطباء أيضا إنه باستخدام الأدوية البيولوجية التي يتم حقنها في الأوردة أو تحت الجلد يمكن للمرضى أن يحققوا جلدا معافى بنسبة 90 %. ومقارنة بالعلاج التقليدي مثل المراهم الموضعية، فإن الأدوية البيولوجية تعتبر طريقة حديثة وفعالة للعلاج. ويقول كبير الاستشاريين بقسم الأمراض الجلدية بمستشفى النهضة بعمان الدكتور مصطفى لواتي «يمكن أن يساعد الإرشاد المناسب المرضى على العيش بطريقة أقرب للحياة الطبيعية، وبما أن المرض يؤثر على المرضى نفسيا واجتماعيا فمن المهم أن نبين لهم أن الخطأ ليس خطأهم». وتقول استشاري الأمراض الجلدية بمجمع السلمانية الطبي الحكومي في البحرين الدكتورة منى الشويطر: إن جميع أنواع أمراض الجلد يمكن أن تؤثر على المرضى نفسيا «ينطبق هذا على كلا الجنسين وبصفة خاصة إذا ما تأثر أي من شريكي الحياة بهذا المرض».