قامت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أخيرا بزيارتها ال16 إلى دولة أستراليا خلال شهر أكتوبر الجاري للمشاركة في اجتماع لرؤساء حكومات دول الكومنولث. واستغرقت الزيارة الرسمية للبلاد عشرة أيام. وتوجهت الملكة، 85 عاما، أولا إلى العاصمة كانبيرا برفقة زوجها الأمير فيليب، حيث كانت رئيسة الوزراء جوليا جيلارد وعدد من المسؤولين الأستراليين في استقبالهما بقاعدة «فيربيرن» الجوية. واشتملت هذه الزيارة مدن بريسبين وملبورن وبيرث التي افتتحت فيها الملكة اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث. ويشار إلى أن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة للملكة إلى أستراليا، نظرا إلى مشغولياتها وتقدمها في العمر. وقد باتت توكل الكثير من مهامها لأفراد آخرين من العائلة؛ وآخر مثال على ذلك توجه حفيدها الأمير وليام بدلا عنها لزيارة المناطق المنكوبة بالزلازل والفيضانات الأخيرة في نيوزيلندا وأستراليا، التي زارتها الملكة إليزابيث للمرة الأولى في عام 1954، أي في السنة التي تلت تتويجها على العرش البريطاني مباشرة. وأثارت الزيارة بعض المواقف الحرجة والطريفة والكثير من الجدل. ولم تفوّت صحف الإثارة البريطانية الفرصة وبادر مراسلوها الذين كانوا يرافقون الملكة إلى تسجيل كل صغيرة وكبيرة مع الصور الفوتجرافية المصاحبة لتقاريرهم. كما جددت النقاش حول إمكانية أن تصبح أستراليا جمهورية أم لا. ومنذ تأسيس النظام الفيدرالي في الأول من يناير 1901، حافظت أستراليا على نظام سياسي ديمقراطي ليبرالي مستقر، وأصبحت مملكة تابعة للكومنولث ترأسها الملكة إليزابيث الثانية نفسها. وفي البداية أعرب رئيس الحركة الجمهورية الأسترالية مايكل كيتنج عن أمله في أن تحفز هذه الزيارة النقاش بشأن إسقاط نظام الملكية، مع العلم أن الاستفتاء للانتقال إلى نظام الجمهورية باء بالفشل في العام 1999. وفي الوقت الذي تتولى فيه الملكة رئاسة أستراليا، نجد أن بريطانيا تتمتع بالسلطة للتصديق على إلغاء البرلمان، وهو ما حدث في عام 1975 للإطاحة بالحكومة حينئذ. وهناك قلة من الناس يتمكنون من الإلقاء بظلالهم على الملكة. وهذا ما فعلته نجمة كرة السلة الأسترالية إليزابيث كامبريدج عندما وقفت بجانبها بطولها الفارع البالغ 6.8 قدم حافية القدمين، وسبعة أقدام وهي مرتدية الحذاء. واضطرت الملكة «5.4 قدم» أن ترفع رأسها نحو السماء لتحية اللاعبة العملاقة ولتقول لها مرحبا «hello». والتقت الملكة الآنسة كامبريدج، المولودة في بريطانيا، بعد حفل استقبال كبير في اليوم الثاني من جولتها الأسترالية الذي كان مليئا بالجوانب الطريفة. وكان هناك تناقض صارخ في الطريقة التي استقبلت بها رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد الملكة في العاصمة كانبيرا لدى وصولها البلاد مستخدمة طريقة مزدوجة تمثلت في مد اليد والانحناء الخفيف بدلا من اتباع البروتوكول الذي يتطلب الانحناء بصورة كاملة وواضحة. ورغم الضجة التي أثارتها هذه الحركة في الصحف البريطانية، إلا أن جيرارد واصلت عدم الانحناء عندما التقت الملكة في مناسبات أخرى خلال الزيارة دون أي تفسير لهذا الأمر. واكتفت رئيسة الوزراء بدلا من ذلك بأن حنت رأسها مرتين: مرة عندما دخلت غرفة في مبنى البرلمان بكانبيرا، ومرة ثانية عندما اقتربت من الملكة التي كانت يدها ممدودة. ثم وضعت يدها بسرعة في يد الملكة وهزتها. وكانت أغلقت فمها خلال عزف النشيد الوطني البريطاني في بداية حفل الاستقبال على شرف الملكة. ولكنها أدت النشيد الوطني الأسترالي. وعندما التقت الملكة مع لاعبة السلة كامبريدج الفارعة الطول التي كانت ضمن مستقبليها في بهو مبنى البرلمان الأسترالي بعد حفل الاستقبال، صاحت عندما مرت بالقرب منها قائلة: «أوه.. لا بد أن تكوني لاعبة كرة سلة»، وجاء الرد سريعا «نعم» دون أن يكون أمام اللاعبة أي خيار آخر غير الانحناء بعمق تقديرا للملكة.