أثبتت إدارة نادي الاتفاق برئاسة عبدالعزيز الدوسري أن العقلية الناجحة إذا تسلمت المهام داخل الأندية فإنها قادرة على تخطي عقبات عدة في طريقها، أهمها قلة الموارد المادية. فناد بحجم الاتفاق لا يزال يبحث عن راع رسمي له، ومع ذلك يحقق فريقه الكروي الأول نتائج مبهرة جعلته في مركز الوصافة بدوري زين بفارق الأهداف فقط عن الشباب المتصدر. وبعيدا عن النتائج المميزة للنادي التي تفوق فيها على فرق جماهيرية مواردها المادية تتخطى ما لدى الاتفاق بأضعاف ولديها أعضاء شرف يدفعون الملايين، تعرف الإدارة الاتفاقية كيف تقدم لغة المنطق على لغة العاطفة، بعد أن باعت عقود عدد من اللاعبين أمثال عبدالرحمن القحطاني وراشد الرهيب دون أن نشعر بوجود أي نقص بالفريق بل إن نتائجه تحسنت بعد رحيلهما، وبذلك استفاد الاتفاق ماديا من الصفقات المبرمة ولم يخسر من الناحية الفنية. وعند مقارنة نظرة الاتفاق مع أندية أخرى دون أن نحددها بالاسم سنجد أن كثيرا منها أصرت على إبقاء بعض لاعبيها ليس بسبب مستوياتهم الفنية، بل لجماهيريتهم وما قدموه في فترات سابقة، رغم عدم تقديمهم أي إضافة فنية، ما يؤكد سيطرة العواطف عليها عند اتخاذ القرارات الحاسمة. ونظير التفكير الاحترافي الذي يسير عليه الاتفاق من النادر أن نشاهد مدربا يتم التعاقد معه ويفشل، بل إن غالبيتهم نجحوا وبامتياز بما في ذلك المدرب الحالي برانكو الذي أثبت معدنه الحقيقي في المباريات التي خاضها الفريق، رغم أن قيمة التعاقد معه لم تصل إلى أرقام فلكية، مثلما هي الحال مع أندية أخرى وفي النهاية تقدم لمدربها ورقة إقالته. ورغم أن تعداد الخطوات المميزة التي تقدمها إدارة الاتفاق سنويا يحتاج إلى مساحة شاسعة، إلا أن اختصاره في طريقة جلب المدرب أولا، ومن ثم كيفية التعاقد مع النجم الصاعد زامل السليم كافي ليثبت أن هذه الإدارة تعرف كيف تعمل للحاضر والمستقبل في وقت واحد، حيث إن اللاعب جاء للفريق مقابل أن يدفع الاتفاق لناديه السابق النجمة «بدل التدريب» فقط لا غير، بينما هناك ناد عاصمي تعاقد مع لاعب «منتهي» على سبيل الإعارة لموسم واحد مقابل مليوني ريال!