لم يأل فقيدنا وفقيد الأمة الإسلامية والعربية، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في بذل الغالي والنفيس في خدمة وطنه وأمته حتى بات مثالا يحتذى به على كل الأصعدة فقد كانت له اليد الطولى في الحزم ضد الأعداء ولين الجانب والود تجاه البسطاء فلو حاولنا تسليط الضوء على حراكه السياسي فلن نستطيع حصر «أفعاله» فقد كان محاورا متميزا ومفوها، كما أن لديه القدرة على احتواء القضايا بشكل سياسي لما استمده من تجربة ليست بالقصيرة عندما تقلد مناصب عدة وهو في سن صغيرة ما أكسبه الخبرة والتجربة معا. أما لو تحدثنا عن الجانب الإنساني فهو مؤسسة خيرية متنقلة كما قال عنه الأمير سلمان بن عبدالعزيز فأينما حل تجد الخير يرافقه، والابتسامة الدائمة على محياه، فقد حباه الله محبة متناهية من الشعب السعودي حتى بات يسمى ب«سلطان الخير» لما له من أياد بيضاء على اليتامى والثكالى والفقراء والمساكين. هكذا كان سلطان الخير يأتي ك«استجابة دعاء» جابرا لقلوب كسرها الفقر والاحتياج، فهو حينما يمد يده فهو يمدها بسخاء للقريب والبعيد، فقد تنعمت دول كثر بما قدمه، دائما ما تجد المبادرة منه لما يتمتع به من كرم فقد التصقت به هذه الصفة حتى لا تكاد أن تفارقه. لا شك أن مصابنا الجلل أبكانا جميعا فالمجتمع بشتى أطيافه الأطفال والنساء والرجال قالوا «نبكيك سلطان» وإنا على فراقك لمحزونون. كيف لا وهو من طال خيره حتى وصل إلى البيوت جميعا لتتوحد الآراء والقلوب والمشاعر في حب «سلطان». رحم الله فقيدنا وفقيد الأمة الإسلامية والعربية اللهم إني أسالك الفردوس الأعلى نزلا له، اللهم ثبته عند السؤال وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خير من أهله اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، اللهم اجبر كسر قلوبنا على فراقه ولا تجعل آخر عهدنا به الدنيا وابن لنا وله بيتا في الجنة واجعل ملتقانا في دار رحمتك اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب.. آمين. آخرا: ونصيب أبوخالد هزع كل ميزان.