أعلن الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أنه تمت الاستعانة في حج هذا العام بمجموعة من الخبراء الاختصاصيين في جميع المجالات ذات العلاقة بالحج، مهمتهم تحديد مواطن الخلل والقصور في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، لإدراجها ضمن الدراسات الخاصة بمشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة. وأوضح الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحافي عقد أمس بمقر إمارة منطقة مكةالمكرمة لدى تدشين الحملة الوطنية لتوعية الحجاج «الحج عبادة وسلوك حضاري»، مبينا أن الهدف من إجراء هذه الدراسات هو الارتقاء بجميع الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن إلى مستوى عالمي، سواء في خدمات النقل أو السكن أو الطيران، وغيرها من الخدمات، إلى جانب رفع مستوى جميع الجهات والشركات المعنية بخدمة الحجاج إلى مستوى يليق باحترام الحاج وكرامته. وأشار إلى أن زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة خصوصا مشعر منى، تدخل ضمن الدراسات التي تجريها هيئة تطوير مكةالمكرمة ضمن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة الذي سيبدأ تنفيذه العام المقبل, مبينا أن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة يعنى بإدارة الحشود وتطوير خدمات الطرق وشبكات النقل العام، كما يتضمن المشروع زيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، وربط شبكات الطرق في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة، منها إلى المسجد الحرام. ودعا أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية جميع من لديهم مقترحات لتطوير الخدمات المقدمة إلى ضيوف الرحمن إلى المسارعة في تقديمها، واعدا بأخذ كل مقترح يقدم في الحسبان، والاستفادة منه في دراسات مشروع الملك عبدالله إعمار مكةالمكرمة. وكشف عن مشروع جديد لتنمية الإنسان في منطقة مكةالمكرمة يبدأ تنفيذه بداية العام المقبل بوصفه إحدى الركيزتين اللتين بنيت عليهما الخطة الاستراتيجية لتنمية المنطقة وهما «تنمية الإنسان والمكان»، لافتا النظر إلى أن جميع المشاريع المنفذة في محور «تنمية الإنسان» خلال الأعوام الأربعة الماضية ستخضع للمراجعة والتقويم, مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذل في محور «تنمية المكان»، كما تم تحقيق جميع البدايات المطلوبة لتنمية المكان في المنطقة. وقال الأمير خالد الفيصل: لم يقصر خادم الحرمين الشريفين في دعم تنمية المكان، وأمر بتشكل لجنتين وزاريتين برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمعالجة مشكلات تصريف مياه السيول والأمطار في جدة وتطوير المناطق العشوائية، وتشكيل هيئة لتطوير محافظة الطائف، واعتماد مشروع إعمار مكةالمكرمة». وتطرق إلى موضوع تسرب الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى داخل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، واصفا هذا التسرب بأنه «مشكلة حقيقية»، مؤكدا أن عدد حالات تسرب الحجاج النظاميين في العام الماضي كانت أقل من الأعداد المسجلة في الأعوام السابقة. وأعرب أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عن أمله في أن يتم التحكم بشكل أفضل في هذا العام بإجراءات دخول الحجاج وضبط المخالفين، وصولا إلى القضاء بالكامل على هذه الظاهرة في الأعوام المقبلة, مشيرا إلى تطبيق أنظمة حازمة وإجراءات صارمة لمنع دخول الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى المشاعر المقدسة، مؤكدا على ضرورة معاقبة جميع المخالفين سواء للحج من دون تصريح أو غيره من الأنظمة والتعليمات. وقال: بالنسبة للتحديات الأمنية في الحج، سبق أن سمعنا وسنسمع في هذا العام من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن أهم مسؤوليات هذه البلاد هي الحفاظ على راحة الحاج وسكينته وأمنه، وأنها لن تسمح بأي شيء يعكر صفو الحج أو يكدر خواطر الحجاج، ولذلك لن نسمح بأي عبث أو شغب أو فوضى في موسم الحج أو في غيره. وفيما يخص إدخال تغييرات على حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» والاستفادة فيها من شبكات التواصل الاجتماعي، أوضح أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن الحملة لم تشهد أية تغييرات في هذا العام، وإنما أدخلت عليها أعمال تطوير, وقال «نحاول في كل عام تطوير أعمالنا، ومن ضمنها حملات التوعية». وبين الأمير خالد الفيصل أن موسم حج هذا العام سيشهد التركيز على دراسة مشاكل الحج التي تحدث من سكان مكةالمكرمة، لمعالجتها في الأعوام المقبلة. وقال «إن كل ما يتعلق بالحج يخضع للدراسة والبحث، وتعقد من أجله ورش العمل التي تهدف إلى إشراك المسؤولين والمواطنين والاستفادة من آرائهم». وكان الأمير خالد الفيصل قد أطلق في مقر الإمارة في مكةالمكرمة الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن «الحج عبادة وسلوك حضاري»، بحضور ممثلي 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، كما أطلق مواقع الحملة على قنوات التواصل الاجتماعي facebook وtwitter وYouTube. وذكر الأمير خالد الفيصل أن استراتيجية الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج هذا العام تحث على الالتزام بتعليمات وتنظيمات الحج وتحذر المخالفين من العقوبات، انطلاقا من اهتمام وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على العناية التامة بحجاج بيت الله الحرام وفي إطار الاستعدادات المبكرة لتوفير متطلبات وخدمات الحج والحجاج. وأبرز أمير منطقة مكةالمكرمة الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وخشوع، وما تنفقه المملكة من ميزانيات كبيرة لهذا الغرض والاستعدادات التي تتخذها الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة، مؤكدا أن «الإنسان السعودي قيادة وحكومة وشعبا يعتز ويفتخر بخدمة ضيوف الرحمن», كما أن جميع المواطنين في المملكة ومكةالمكرمة خاصة لن يألوا جهدا في خدمة الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم. وأبان أن الدولة في سبيل مزيد من الراحة والطمأنينة والتيسير على ضيوف الرحمن في أداء حجهم ونسكهم ستعمل على مواجهة المخالفات ومنع السلبيات والتجاوزات، خصوصا الحد من ظاهرة افتراش الطرق والساحات التي يترتب عليها معاناة الحاج النظامي في أداء نسكه .