أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية اليوم، أنه سيتم تطبيق أنظمة حازمة وإجراءات صارمة لمنع دخول الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية، مبيناً أنه بالنسبة للتحديات الأمنية في الحج، فسبق أن سمعنا وسنسمع في هذا العام من سمو النائب الثاني أن أهم مسؤوليات هذه البلاد هو الحفاظ على راحة الحاج وسكينته وأمنه، وأنها لن تسمح بأي شيء يعكر صفو الحج أو يكدر خواطر الحجاج؛ ولذلك لن نسمح بأي عبث أو شغب أو فوضى في موسم الحج أو في غيره. وكشف أمير مكة أنه سيتم الاستعانة في حج هذا العام بمجموعة من الخبراء الاختصاصيين في جميع المجالات ذات العلاقة بالحج، وستكون مهمتهم تحديد مواطن الخلل والقصور في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، لإدراجها ضمن الدراسات الخاصة بمشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة. وأوضح الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحافي عقده اليوم في مقر إمارة المنطقة في مكةالمكرمة، لدى تدشين الحملة الوطنية لتوعية الحجاج "الحج عبادة وسلوك حضاري"، أن الهدف من إجراء هذه الدراسات هو الارتقاء بجميع الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن إلى مستوى عالمي، سواءً في خدمات النقل أو السكن أو الطيران، وغيرها من الخدمات، ورفع مستوى جميع الجهات والشركات المعنية بخدمة الحجاج إلى مستوى يليق باحترام الحاج وكرامته.
وأشار أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، إلى أن زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، وخصوصاً مشعر منى، تدخل ضمن الدراسات التي تجريها هيئة تطوير مكةالمكرمة ضمن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة الذي سيبدأ تنفيذه العام المقبل.
ونوه الأمير خالد الفيصل بأن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة، يعنى بإدارة الحشود وتطوير خدمات الطرق وشبكات النقل العام، وقال: "يتضمن المشروع زيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، وربط شبكات الطرق في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة، ومنها إلى الحرم المكي".
ودعا أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية جميع من لديهم مقترحات لتطوير الخدمات المقدمة إلى ضيوف الرحمن، إلى المسارعة في تقديمها، واعداً بأخذ كل مقترح يقدم في الاعتبار، والاستفادة منه في دراسات مشروع الملك عبدالله إعمار مكةالمكرمة.
وكشف الأمير خالد الفيصل عن مشروع جديد لتنمية الإنسان في منطقة مكةالمكرمة، سيبدأ تنفيذه بداية العام المقبل باعتباره إحدى الركيزتين التي بنيت عليهما الخطة الاستراتيجية لتنمية المنطقة، وهما "تنمية الإنسان والمكان"، لافتاً إلى أن جميع المشاريع المنفذة في محور "تنمية الإنسان" خلال الأعوام الأربعة الماضية، ستخضع للمراجعة والتقويم.
وأشاد في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي تبذل في محور "تنمية المكان"، مشيراً إلى أنه تم تحقيق جميع البدايات المطلوبة لتنمية المكان في المنطقة، وقال: "لم يقصر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في دعم تنمية المكان، وأمر بتشكل لجنتين وزاريتين برئاسة سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمعالجة مشكلات تصريف مياه السيول والأمطار في جدة وتطوير المناطق العشوائية، وتشكيل هيئة لتطوير محافظة الطائف، واعتماد مشروع إعمار مكةالمكرمة".
وتطرق الأمير خالد الفيصل إلى موضوع تسرب الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى داخل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، واصفاً هذا التسرب بأنه "مشكلة حقيقية"، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن عدد حالات تسرب الحجاج النظاميين في العام الماضي كانت أقل من الأعداد المسجلة في الأعوام السابقة.
وأعرب أمير منطقة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، عن أمله في أن يتم التحكم بشكل أفضل في هذا العام بإجراءات دخول الحجاج وضبط المخالفين، وصولاً إلى القضاء بالكامل على هذه الظاهرة في الأعوام المقبلة.
وأشار إلى تطبيق أنظمة حازمة وإجراءات صارمة لمنع دخول الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى المشاعر المقدسة، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة معاقبة جميع المخالفين سواء للحج من دون تصريح أو غيره من الأنظمة والتعليمات.
وحول إدخال تغييرات على حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، والاستفادة فيها من شبكات التواصل الاجتماعي، أوضح أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن الحملة لم تشهد أي تغييرات في هذا العام، وإنما أدخلت عليها أعمال تطوير، وقال: "نحاول في كل عام تطوير أعمالنا، ومن ضمنها حملات التوعية".
وأفصح الأمير خالد الفيصل عن أن موسم حج هذا العام سيشهد التركيز على دراسة مشاكل الحج التي تحدث من سكان مكةالمكرمة، لمعالجتها في الأعوام المقبلة.
وقال: "إن كل ما يتعلق بالحج يخضع للدراسة والبحث، وتعقد من أجله ورش العمل التي تهدف إلى إشراك المسؤولين والمواطنين والاستفادة من آرائهم".
وكان الأمير خالد الفيصل قد أطلق في مقر الإمارة في مكةالمكرمة اليوم الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن "الحج عبادة وسلوك حضاري"، بحضور ممثلي 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، كما أطلق مواقع الحملة على قنوات التواصل الاجتماعي facebook وtwitter وYouTube.
وأوضح من خلالها أن استراتيجية الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج هذا العام تحث على الالتزام بتعليمات وتنظيمات الحج، وتحذر المخالفين من العقوبات، انطلاقاً من اهتمام وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على العناية التامة بحجاج بيت الله الحرام، وفي إطار الاستعدادات المبكرة لتوفير كافة متطلبات وخدمات الحج والحجاج.
وأبرز أمير منطقة مكةالمكرمة الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن؛ ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وخشوع، وما تنفقه المملكة من ميزانيات كبيرة لهذا الغرض، والاستعدادات التي تتخذها الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة، مؤكداً أن "الإنسان السعودي قيادة وحكوماً وشعباً يعتز ويفتخر بخدمة ضيوف الرحمن". مشيراً في ذات الشأن إلى أن جميع المواطنين في المملكة ومكةالمكرمة خاصة لن يألوا جهداً في خدمة الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وأبان أن الدولة في سبيل مزيد من الراحة والطمأنينة والتيسير على ضيوف الرحمن في أداء حجهم ونسكهم، ستعمل على مواجهة المخالفات ومنع السلبيات والتجاوزات، خصوصاً الحد من ظاهرة افتراش الطرق والساحات التي يترتب عليها معاناة الحاج النظامي في أداء نسكه، وإعاقة الخطط التي تعدها الأجهزة الحكومية المعنية من أجل توفير الراحة للحجاج والحفاظ على سلامتهم وأمنهم وتأمين انتقالاتهم وإسكانهم على أكمل وجه.
ولفت إلى أن حملة الحج "الحج عبادة وسلوك حضاري"، تتطلب الأجواء الإيمانية بسكينة وانتظام ومراعاة للآخرين من الحجيج، مبيناً أنها تأتي تأصيلاً لمفهوم الحج النظامي دون سواه بالحصول على التصريح الرسمي من الأحوال المدنية بالنسبة للمواطن، ومن الجوازات للمقيم بنفسه مباشرة أو عبر مؤسسات حجاج الداخل المعتمدة، محذراً من التعاقد مع مؤسسات الحج الوهمية، ومن اللجوء إلى وسائط النقل غير النظامية تجنباً للوقوع تحت طائلة الجزاء للمخالف ومن يعاونه أو يتستر عليه. مشدداً القول: "نرجو من ينوي الحج أن يلتزم بالنظام والشروط، وألا يعرض نفسه للمحاسبة والمساءلة". ويشترك في تنفيذ الحملة التي ترعاها شركة موبايلي وزارات وهيئات وشركات، هي: الحج، والثقافة والإعلام، والشؤون البلدية والقروية، والبترول والثروة المعدنية، والصحة، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتربية والتعليم، والتجارة والصناعة، والأمن العام، والدفاع المدني، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، وأمناء الأمانات، وأعضاء مجلس منطقة مكة، وممثلو شركات الاتصالات، والخطوط الجوية السعودية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ورؤساء مؤسسات الطوافة، وشركات حجاج الداخل.
من جهته، أوضح الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية للحج، أن الحملة التي حققت نجاحات لافتة في الأعوام الثلاث الماضية، تهدف إلى تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن؛ تحقيقاً لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فضلاً عن أنها تتسق مع تفعيل المرتكز الثاني من استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة، التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر والارتقاء ببناء إنسان المنطقة؛ ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف "القوي الأمين"، كما تهدف إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، وصولاً إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة، والقضاء على ظاهرة الافتراش، وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الحمرات.
وذكر الخضيري أن حملة الحج "الحج عبادة وسلوك حضاري" ترتكز في عامها الرابع على استراتيجية وجوب تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحجً والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة، وهي تتكئ هنا على ثلاثة مرتكزات الأول: احترام المكان والحدث، والثاني احترام الإنسان، والثالث احترام النظام. وبحسب الخضيري، "تشمل الحملة جانبين: توعوياً وتحذيرياً، يتمثل الأول في حملات تركز على حفز الحاج والمعتمر حيال مسؤوليته، وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة، أما المرحلة الثانية فتحمل الجانب التحذيري، حيث إن عدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة إلا بتصريح يعتبر تعدياً على الحجاج وأهداف الحج".