صحيح أن الإنسان عدو ما يجهل، إلا أنه يكتشف في أحيان عديدة أن ذلك العداء هو أفضل ما قد يفعله! بل إن ذلك العداء هو أحد نعم الله الكثيرة عليه! متى تؤمن بالنظرية السابقة؟ بالنسبة إلى محدثكم فقد آمن بذلك عندما لم يكن نشازا حين ناصب العداء لبعض تقليعات الموضة التي سرت في أوساط الشباب ك«اللو وست» أو«سامحني» أو «شوفوني» أو حتى «الكدش» تلك التقليعة التي تجعل رأس صاحبها المقر الأفضل للاحتفال بأسبوع الشجرة! وآمنت بذلك بعد تجربة ميدانية محضة دارت أحداثها عندما مشيت جنبا لجنب مع أحد معتنقي مذهب «الكدش»! وعندها كان من السهولة بمكان أن العيون المحيطة بنا تكاد تلتهمه من باب «مشاهدة الظواهر الخارقة للطبيعة»! بينما «صلعة» صاحبنا الآخر البهية فلم تمسها الأعين إلا من باب «من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته»! عودا على بدء، فلم يكن هنالك أي خطأ مطبعي في عنوان هذا المقال الذي ولدت فكرته فور خروجي من أحد محال الخياطة الرجالية التي أظنها تجيد خياطة أي شيء باستثناء الثياب الرجالية الحقيقية! أقول الحقيقية؛ لأن الثياب التي شاهدتها هناك والمثخنة بالتطريز الملون والكريستالات المتدلية والخطوط العلوية والسفلية واللياقات اليابانية المزركشة، كانت كافية جدا لسحبي خارج المحل للتأكد من أن لوحته كانت «للخياطة الرجالية» وليست...... هل قال أحدكم «مشغل نسائي»؟ أستغفر الله. أقصد وليس «محلا للمفروشات» ولا حتى «بنشر السعادة»! أما بالنسبة إلى السادة مصممي ذلك العبث فإنني أرجوهم أنا وشريحة لا أظنها قليلة معي أن يتركوا ثيابنا وشأنها فنحن هنا بإرادتنا أعداء لما نجهل! ثم إنه ليست كل الأشياء قابلة للتجديد والتطوير، وإلا فمن سيرتدي ثوبا أبيض ذا خطين أحمرين على كتفيه؟ إلا إن كان قليل الدسم مثلا!