عندما شاهدت المقطع المصور لأمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل وهو يطرد أحد المواطنين وسكان المنطقة الذي كان يطالب الأمين نيابة عن أبناء حيه «الفيصلية» بإنشاء مركز صحي في حيه بمحافظة المجاردة وببعض أبسط حقوق المواطنين من إنارة للطرق وإصلاح للشوارع، فكرت فيما كان ليفعله المهندس الخليل مع المواطن لو لم يِكن هناك من يصور الحوار الدائر بينهما، وما كان سيفعله لو كان يحتل منصبا أهم وأكبر سلطة ونفوذا من أمانة المنطقة! القسوة التي تعامل بها أمين منطقة عسير مع المواطن والتي برر سببها بأن المواطن قد كرر مطالبه عليه لثلاث مرات متتالية، برأيي لا تبرر لأي سبب كان! فالمسؤول لم يوضع بمنصبه إلا ليساعد المواطنين، لا ليهينهم لمجرد مطالبتهم بأبسط حقوقهم التي كفلتها لهم الدولة، والتي عينت لهم من أجلها المسؤولين من وزراء ومستشارين وأمراء للمناطق وأمناء للبلديات لخدمة المواطنين ومساعدتهم على الحصول على كل حقوقهم ما بالكم بأبسطها كإنشاء مركز صحي صغير وإنارة وإصلاح للشوارع! عدم الاكتراث بمطالب المواطنين وتهميش مطالبهم والاستخفاف بها كان سببا كافيا لإعفاء السفير هشام محيي الدين ناظر سفير المملكة السابق في جمهورية مصر العربية رغم أن أسلوب السفير ناظر الذي تعامل مع مطالب وملاحظات إحدى المواطنات بسخرية أثناء ثورة 25 يناير، لا يقارن بتاتا بأسلوب الأمين الخليل الذي أهان مواطنا بطرده أمام الناس وبأسلوب لا يليق بمسؤول حكومي مستأمن على مصالح المواطنين وخدمتهم! وسائل الإعلام الجديدة ساهمت أخيرا بكشف النقاب عن طرق وأساليب بعض المسؤولين غير المناسبة بالتعامل مع المواطنين ومطالبهم وحاجاتهم، وهذه إحدى فوائد ومميزات الإعلام الجديد التي بسببها قد يفكر بعض المسؤولين في منع استخدام الهواتف للتصوير أثناء مقابلتهم للمواطنين، خوفا علينا من أن نصاب بالخيبة وحرصا على استمرار مناصبهم! يجب ألا ينسى المسؤولون أن أساس السلطة هي منفعة الخاضعين لها كما قال نابليون، وليس أساسها منفعة المسؤولين كما يظن بعضهم وبكل أسف!