أماطت الصور المقربة والمعلومات المستقاة هذا العام من مسبار ميسنجر التابع لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» اللثام عن كوكب عطارد الذي لا يزال من الألغاز الكونية في مجموعتنا الشمسية، حيث أوضحت البيانات تدفق الحمم البركانية من على سطح الكوكب إلا أنها لا تنبثق من فوهات براكين مثلما يحدث على سطح الأرض بل من باطن الكوكب لتغطي المنطقة القطبية الشمالية له. وظهرت أيضا حفر وفوهات عميقة على سطح عطارد - تشبه إلى حد ما انتشار التلال والوديان على سطح الأرض - وهي عبارة عن تكوينات صخرية منخفضة لتضاريس الكوكب. وعطارد أقرب كواكب المجموعة للشمس وله مجال مغناطيسي على غرار كواكب الأرض والمشترى وزحل وأورانوس ونيبتون إلا أن الغلاف المغناطيسي له أصغر ويمثل نحو 1 % من مثيله للأرض ويوفر هذا الحقل المغناطيسي قدرا من الحماية لعطارد من الجزئيات المشحونة لما يعرف باسم الرياح الشمسية التي تنطلق من الشمس. وظل علماء الفلك يضربون أخماسا في أسداس بشأن وجود البراكين على سطح عطارد من عدمه إلى أن برهنت النتائج التي توصل إليها ميسنجر طيلة ستة أشهر من الرصد والدوران على وجودها لكن طريقة انبثاق الحمم تختلف تماما عما نشهده على سطح كوكبنا.