أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي تشغيل مشروع الاستحكامات الأمنية للحدود الشمالية مطلع العام المقبل، مشيرا إلى أن المشروع سيحد من عملية أي مخالفات أمنية سواء من خلال التهريب أو التسلل للأراضي السعودية عبر الحدود العراقية. وقال اللواء التركي خلال مؤتمر صحفي أمس كشف فيه المحاولة الفاشلة لتهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من دولة العراق بوسيلة تستخدم للمرة الأولى في تهريب المخدرات عبر الطيران الشراعي. وأوضح أن مشروع الاستحكامات الأمنية عبارة عن منظومة أمنية متكاملة تهدف إلى ضمان عدم تمكين أي مخالف أو متسلل من عبور الحدود السعودية إلا بالطرق الرسمية من خلال المراكز المنشأة لهذا الغرض «يتكون المشروع من حزام أمني داخل الأراضي السعودية بطول عشرة كيلومترات مؤلف من عدد من العوائق الطبيعية والمعدنية، حيث تم وضع ثلاثة أسوار شبكية بارتفاع ثلاثة أمتار بالإضافة إلى عقوم ترابية وسواتر معدنية بالإضافة إلى منظومة إلكترونية تتألف من عدد من التقنيات الحديثة مثل «الرادارات، والكاميرات الحرارية المتطورة في هذا المجال». وقال التركي إن الإجراءات الأمنية الوقائية التي استخدمتها السلطات في المملكة حالت دون تمكين الفئة الضالة من تنفيذ عملياتها الإجرامية، مستبعدا أن يلجأ البعض لاستغلال تلك الطائرات الشراعية في أعمال تهدد الأمن والسلامة، وأشار إلى أنه تم رصد حالات بسيطة خالفت قواعد وأنظمة نادي الطيران السعودي؛ وذلك من خلال تحليقهم في مواقع مأهولة بالسكان والمنشآت الأمنية والصناعية، مؤكدا أن هناك ضوابط سيحددها نادي الطيران السعودي في المستقبل للحد من تجاوزات تلك الطائرات الشراعية. وحول عملية القبض على قائد تلك الطائرة وما بحوزته من مخدرات، قال اللواء التركي إن حرس الحدود لاحظوا جسما طائرا يحلق في علو في هجرة الهباس بمحافظة رفحاء شمال المملكة، وتمت متابعته من قبل رجال حرس الحدود وتعزيز المكان بدوريات أخرى، وخلال الاقتراب من الجسم اتضح أنه طائرة شراعية بمقعدين، مقعد به سائق والآخر محمل بكميات مخدرات تزيد على 700 ألف حبة كبتاجون، مبينا أن دوريات حرس الحدود وخلال اقترابهم من الطائرة فوجئت بأربع سيارات حاولت أن تشغل الدوريات الأمنية، إلا أن الجهات الأمنية المساندة أحكمت سيطرتها على الموقع بعد إطلاق النار من قبل الجناة لم ينجم عنه أي إصابات، وتم القبض على جميع المتهمين وهم عشرة أشخاص منهم تسعة سعوديين وواحد غير سعودي، ومازالت التحقيقات جارية مع الذين تم استيقافهم ممن ثبت لهم علاقة وننتظر نتائج التحقيقات لمعرفة أدوار كل شخص، مؤكدا أنه توجد أدلة على ارتباطهم بالدول المجاورة وخاصة دولة العراق الشقيقة. وفي إجابة على سؤال حول سبب عدم التعامل مع الطائرة من خلال إطلاق النار في بداية الأمر، أكد أن رجال الأمن تحكمهم إجراءات وفق تعليمات، مشيرا إلى أن قوات حرس الحدود لم يبادروا بإطلاق النار لمعرفتهم بعدم خطورة الأمر، وكذلك لكي يتم القبض على الشخص بأقل الخسائر والإصابات. وأضاف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن أمن المملكة مستهدف بالإرهاب والمخدرات، ويجب التعامل معهم بحزم وجدية لمنع أي إساءة استخدام من قبل الفئة الضالة ومهربي المخدرات.