أوضح المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن قوات حرس الحدود الشمالية تمكنت من إلقاء القبض على شخص بعد هبوطه من طائرة شراعية بمحرك تحمل على متنها كمية كبيرة من المخدرات فجر الثلاثاء الماضي. وأشار اللواء التركي في مؤتمر صحفي عقده اليوم في الرياض إلى أن العملية بدأت برصد الجسم الطائر عن طريق قوات حرس الحدود وهو يخترق الأجواء على ارتفاع منخفض حيث حدد مسار الجسم المتوقع هبوطه فيها وذلك على بعد 10 كيلومترات شمال الطريق الدولي وغرب هجرة الهباس , مبيناً أنه في بداية الأمر لم تتضح معالم الجسم الطائر بسبب الظلام حيث تبين أنها طائرة شراعية بمقعدين مقعد للسائق والآخر وضع فيه كمية من المخدرات عبارة عن أقراص كبتاجون تتجاوز 700 ألف قرص، كما رصدت قوات حرس الحدود في موقع هبوط الطائرة الشراعية 4 سيارات حاولت لفت نظر الحرس لتشغلهم عن موقع هبوط الطائرة , مفيدا أن الجهات الأمنية المساندة تمكنت بفضل الله من القبض عليهم وكافة المتورطين إثر تبادل إطلاق النار معهم دون حدوث إصابات , إلى أن تم ضبط الطائرة وحمولتها , إضافة إلى توقيف 10 أشخاص بينهم شخص غير سعودي والبقية سعوديون ، لعلاقتهم بشكل أو بآخر بهذا الموضوع لمجموعة من المخالفات المتصلة بهذه الجريمة. وأشار إلى أن المحاولة كانت تستهدف تجاوز الاستحكامات الأمنية الذي تم تنفيذها والجاري تفيذها , لافتا الانتباه إلى أنه سيتم استكمال تنفيذها على الحدود الشمالية خلال نهاية هذا العام. وتطرق المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية إلى جهود المملكة في مكافحة الإرهاب إلى أن الفئة الضالة كانت تحاول القيام بتوفير ممر يتم من خلاله عبور الحدود الشمالية لأسباب مختلفة ولكن ولله الحمد لم تتمكن سواء في الحدود الشمالية أو غيرها من حدود المملكة . و قال إن الاستحكامات الأمنية التي نفذت في منطقة الحدود الشمالية هي المرحلة الأولى للمشروع الذي ننتظر أن يستكمل على باقي حدود المملكة بعد استكمال هذه المرحلة ، مؤكدا أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان عدم تمكين أي مخالف أو متسلل من عبور الحدود الشمالية. وأشار إلى أن الاستحكامات الأمنية في شمال المملكة مكونة من حزام أمني داخل الحدود السعودية يصل بعمق 10 كيلو مترات ومؤلف من عدد من العوائق الطبيعية والمعدنية وهي ثلاثة أنواع من الأسوار الشبكية المختلفة تصل لارتفاع ثلاثة أمتار ، بالإضافة إلى سواتر ترابية تدعمها وتساندها منظومة إلكترونية للإنذار المبكر التي تتألف من عدد من التقنيات تشمل الرادارات والكاميرات الحرارية ، موضحا أنه سيتم استكمال وتشغيل المشروع بصفة نهائية مع مطلع العام القادم. وأبان اللواء التركي خلال المؤتمر الصحفي أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام طائرة شراعية في نشاط إجرامي في المملكة , وقال //إن هدف هذه المجموعة انحصر في تهريب المخدرات ولكن الفكرة بحد ذاتها يترتب عليها مخاطر من إساءة استخدام مثل هذه الوسائل على الأمن والسلامة ، والمملكة مستهدفة بالعمل الإرهابي لذلك يجب التعامل مع مثل هذه الحالات بجدية وحزم والتحقق من القدرة على منع استخدام مثل هذه الوسائل لتحقيق أهداف الفئة الضالة والأهداف التي تسعى إلى تهريب المخدرات إلى المملكة. وأكد أن الإجراءات الوقائية التي اتخذت في المملكة حالت دون تمكين الفئة الضالة من أهدافها , حيث تنهار أهداف هذه الفئة حال استخدام هذه الإجراءات الوقائية) . وقال في هذا الشأن // لا نستبعد استغلال الطائرات الشراعية في أعمال تهدد الأمن والسلامة سواء مناطق مأهولة بالسكان واستهداف المنشآت الأمنية والمنشآت الصناعية أو خلافها أو استخدامها في تجاوز الحدود , وهذه الحالة تؤكد أن الرغبة موجودة مهما اختلفت الأهداف //. وأضاف أن الطيران بشكل عام أو استخدام أي نوع من أنواع الطيران لتجاوز الحدود أو تجاوز الإجراءات الأمنية الوقائية لكافة أنحاء المملكة مأخوذ بعين الاعتبار . ولفت المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية الانتباه إلى أن هناك إجراءات للتحليق في أماكن عامة ممكن أن يترتب عليها تهديد للسلامة العامة وهو أمر مرفوض لا يجوز , وستضطر الجهات الأمنية للتعامل مع الموقف سواء كانت طائرة شراعية بمحرك أو بدون محرك , مشددا على أهمية أن يكون الرأي العام على اطلاع بالمخاطر التي تترتب على إساءة استخدام مثل هذه الوسائل وأن يلتزم العموم بالتعليمات المنظمة لمثل هذا النشاط وفي الأماكن المخصصة لها التي تحددها جهات الاختصاص. وأشار إلى عدم وجود إصابات نتيجة تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والمتورطين في عملية التهريب ، وأنه جار التحقيق مع المتورطين , وأن الجهات الأمنية حريصة على عدم تكرار مثل هذا النوع من المخالفات , مفيدأً أن الطائرة قدمت من الشمال إلى الجنوب على الحدود الشمالية قادمة من العراق، مؤكدا أن التقنيات المستخدمة في المشروع الأمني على حدود المملكة أخذت في الاعتبار مثل هذه الحالات. وقال اللواء منصور التركي // في كل الحدود السعودية نستخدم التقنيات المساعدة , لكن اعتماد الجهات الأمنية بعد الله على رجال حرس الحدود // ، مؤكدا أهمية استكمال الضوابط لكل من يمارس رياضة الطائرات الشراعية وفق آلية تضمن عدم الوقوع بأية أخطاء وأهمية معرفة قوائم المواقع التي تمارس فيها رياضة الطيران الشراعي والمواقع الممنوع التحليق فوقها كي يستمتعوا برياضتهم. وأفاد أن وزارة الداخلية غير معنية بتنظيم الطيران الشراعي , وأن نادي الطيران السعودي هو المختص بذلك , مشيرا إلى أهمية دور الطيران المدني في هذا الصدد .