الواقع يقول إن الهلال يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد لتحسين صورته التي بدأت تهتز كلما تقدم العمر بالإدارة الحالية وسعيها لإيجاد سياسة لا تتواءم مع التاريخ الأزرق.. يحتاج إلى إعادة صياغة هيكلته الإدارية والفنية وسياسته الإعلامية، والنظر في تصورات جديدة للكثير من الأمور.. يحتاج إلى من يتغلغل نحو العمق لكي يقف على الكثير من الأخطاء والسلبيات.. فالمبررات لم تخرج عن إطار: «سامحونا على التقصير، نحن نعمل على إسعادكم».. في حين أن العمل الجاد والحقيقي للوقوف على السلبيات وكشف مكامن الخلل لا يزال غائبا وضائعا في مغبة الكلام لا أكثر..! الهلال على المستوى الفني ليست مشكلته في المدرب.. بل إن الصغير قبل الكبير أصبح يدرك أن هناك أكثر من لاعب لم يعد يستحق ارتداء الفانلة الزرقاء، وهؤلاء اللاعبون كانوا قلة في الموسم الماضي لكن عددهم زاد هذا الموسم بشكل ساهم في ظهور الفريق الأول بهذه الصورة الفنية المهترئة. وأعتقد أن الجميع لا يخالفني الرأي بأن مشكلة الظهير الأيسر الأزلية في الهلال تطورت وأصبحت أزمة في «الظهيرين»، فالزوري كشفت الأيام أنه لا يقدم أكثر من الركض بشكل عمودي لا يحقق الإضافة الفنية الحقيقية للفريق.. وهو الأمر الذي يشترك فيه مع محمد نامي والمرشدي وهوساوي أيضا، ولا أدري متى نستمر في التطبيل ل«هوساوي» وهو المدافع الذي بات يلعب بشكل مستفز للجماهير الهلالية. ولعل الفقر الفني الذي أصبح واضحا على أداء بعض لاعبي الهلال هو الذي جعل الكاميروني «آيمانا» ينفعل بهذه الطريقة الغريبة.. لأنه في الواقع تفاجأ بالإمكانيات الفنية المتواضعة عند الكثير من لاعبي الهلال وخصوصا في المناطق الخلفية.. وهو الأمر الذي جعل أيضا يوسف العربي يعيش هذا الضياع الفني ولا يلتزم بخطة المدرب. يجب أن يعترف الهلاليون بأن عدد النجوم بالفريق تقلص بشكل كبير بسبب بعض السياسات المتبعة.. وبالتالي فإن الفريق يحتاج إلى الكثير من الوقت لكي يستطيع أن يبني فريقا جديدا وشابا بنجوم جدد يخدمون المرحلة المقبلة، أما الاستمرار في «العشم» لهذا الموسم.. فإن ذلك لن يستمر لأن الجولات المقبلة ستحمل المزيد من الصدمات والصفعات على اعتبار أن الفريق الحالي فقير فنيا ولا يمكن الاعتماد عليه.