سماحة السيد علي الأمين من كبار علماء الشيعة وأحد رواد التسامح والتقارب الشيعي السني, يعلو صوته صادعا بالحق مهما كلفه الأمر, رجل نذر نفسه في سبيل تقريب وجهات النظر وبناء جسور التواصل والمحبة بين الشيعة والسنة, محارب شرس لمفهوم ولاية الفقيه ويرى أن الولاء يجب أن يكون للأوطان وليس للمذاهب والأحزاب وأن تواصل إيران مع شيعة الخليج يجب أن يكون بطرق رسمية عن طريق حكوماتهم. انتقد سياسات وأعمال حزب الله اللبناني وكان من المطالبين لنزع سلاحه وخصوصا عندما جر لبنان للحرب في عام 2006, فعندما سئل عن كلام حسن نصر الله عن انتصار الحزب على إسرائيل قال (إذا كان هذا هو الانتصار فكيف هي الهزيمة)! ويعلق على أحداث السابع أيار عندما اجتاح حزب الله بيروت (من المفارقات العجيبة أن يضرب الإنسان من عدو وهو أمر طبيعي لكن أن يضرب من بيت أبيه وأخيه وبنيه لهو أمر صعب مستصعب)؛ فقد قصفت إسرائيل منزله في الجنوب في 2006، واحتل حزب الله مكاتبه ومقر الإفتاء في صور في 2008؛ فهو لم يسلم من الصديق أو العدو. وللسيد علي تصريحات مؤيدة للمملكة حيث يقول (كلنا نعلم في لبنان أن دور المملكة هو دور تضميد الجراحات وبناء ما هدمته الاعتداءات إضافة إلى دعمها الخزينة اللبنانية عندما تشرف على الانهيار، من دون أن يكون لها حزب أو تنظيمات مسلحة في لبنان وأغلب المساعدات كانت تذهب للجنوب اللبناني، وهنالك فرق بين دور المملكة التي تحترم لبنان وتتعاطى معه كدولة وتريد للبنان أن يكون قويا بمؤسساته، وبين دول أخرى كإيران التي تريد تحويل لبنان إلى ساحة ترجمة لنفوذها. خلال مهرجان الجنادرية 26 قابلت سماحة السيد علي الأمين فهالني تواضعه وطيبته وحسن خلقه وحفاوته وكأنه يعرفك منذ سنين مع العلم أنها المرة الأولى التي أتواصل فيها معه وأقابله شخصيا حيث كان لقاء حميما, وقد سألته عن التوتر المذهبي في المنطقة فقال (منذ غزو العراق عام 2003 وحتى الآن 2011 يزداد التوتر الطائفي بشكل خطير وقد يصل لمرحلة لا تحمد عقباها إذا لم يقم تكاتف بين كبار علماء السنة والشيعة على مستوى العالم العربي والإسلامي) رجل كسماحة السيد علي الأمين يساهم في نشر التسامح والوسطية ولن يكل أو يمل برغم كل الموانع.