صاحب أجمل ابتسامة «شيطانية بريئة» كما وصفوها أساتذته، ويعده الجمهور والنقاد بطل بوليوود الثاني بعد العملاق «اميتاب بتشان»، والممثل الذي استطاع بحرفيته العالية وتلقائيته الفذة في الأداء أن يقلب وجه السينما الهندية، ليصبح جميع الأبطال يتمنون أن يمثلوا دور الشرير، ولكن خلف تلك الهالة الفنية إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خجول جدا وهادئ وطيب القلب، يحب الجميع بشهادة كل من عرفه. ولد «شاروخ مير تاج محمد خان» في 2/11/1965 بالعاصمة الهندية «نيو دلهي» لأب محام وصاحب مصنع للزيوت، وأم هي «فاطمة» تعمل اختصاصية اجتماعية، وهو الابن الذكر الوحيد بعد أخته «شهيناز» لذا فقد كان الابن المدلل الذي تلبى جميع طلباته بشرط أن يجد في دراسته، وقد كان فعلا ولدا متميزا في دراسته ومشاغبا أيضا، وقد حصل «شاروخان» على عدد من الجوائز لتفوقه في المدرسة، وقد كان متميزا بذكائه الشديد، ومولعا أيضا بالرياضة، حيث كان كابتن فريق المدرسة في كرة القدم والكريكت والهوكي. عندما كان عمر «شاروخان» 15 عاما توفي والده عام 1980 بالسرطان، فتولت أمه إدارة المصنع وشؤون العائلة لتصبح في حياته المثال والقدوة. تابع دراسته الجامعية ليتخرج من كلية الإعلام بتخصص الاتصال الجماهيري، ثم ليتابع بماجستير في الإعلام والاقتصاد من «الجمعية المالية الإسلامية» بنيودلهي. تعود بداياته مع السينما لحادثة مع والدته، فقد كان ضعيفا في اللغة الهندية، ولذا وعدته والدته بأخذه لمشاهدة فيلم ناطق باللغة الهندية إذا تحسن مستواه، ومن هنا تعرف «شاروخان» على عوالم السينما الهندية، التي دخلها بعد أن رآه أحد المنتجين وفكر في أن يجعله ممثلا محترفا عندما كان يعمل بأدوار بسيطة في بعض المسلسلات التليفزيونية المحلية في أواخر الثمانينيات. لكن أكبر صدمة في حياة «شاروخان» كانت عام 1990 عندما توفيت والدته التي لطالما ساندته في النجاح، وخصوصا في معاناته وقصة حبه الجميلة مع فتاة هندوسية تدعى «جوري» إذ رفض أهلها الزواج بداية، وتحت ضغط الحبيبين، وبتشجيع ودعم مالي ومعنوي من والدته تكلل الحب بالزواج. مثل «شاروخان» أول فيلم له عام 1991 وهو«Dil Ashina Hai» مع الممثلة المخضرمة «ديفيا بهارتي»، ثم أتبعه بفيلم «Deewan» عام 1992. لكن الانطلاقة الحقيقية ل«شاروخان» النجم كانت بانفراده ببطولة فيلم «Baaziger» عام 1993، الذي توقف النقاد كثيرا عند أدائه المبهر فيه لشخصية الشرير، ومنذ ذلك الحين، توالت نجاحاته في العديد من الأفلام التي اكتسبت شهرة عالمية. وخلال مسيرته في السينما الهندية حصل على 14 جائزة «Filmfare» وهي أعلى جائزة في بوليوود، ثمانية منها في فئة أفضل ممثل. ومنذ عام، اتجه «شاروخان» إلى إنتاج الأفلام والتقديم التليفزيوني، وهو مؤسس ومالك اثنتين من كبريات شركات الإنتاج العالمية «Unlimited Dreams» و«Red Chillies Entertainment». في ۲2005 كرمته حكومة الهند بجائزة «بادما شري» لإسهاماته في السينما الهندية، وفي عام 2008 اختارته مجلة «نيوزويك» الأمريكية ضمن قائمة أكثر خمسين شخصا تأثيرا في العالم، وفي عام 2010 حل في المركز ال12 كأكثر شخصية نفوذا حول العالم حسب استفتاء أجرته مجلة «تايم» الأمريكية. وذلك النجاح المبهر مرده لكونه من النوع الذي يحب العمل كثيرا، فهو يبدأ يومه في الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثالثة بالليل، وقد يقوم بتصوير أكثر من مشهد لعدة أفلام في يوم واحد، حتى قيل إنه يصور مشاهد لخمس أفلام في اليوم الواحد.