سيكون أمامنا خلال الفترة المقبلة.. الكثير من التحديات من أجل بث الحياة من جديد في روح رياضتنا ومعالجة مشكلاتها السابقة التي كانت ترزح تحت وطأتها ردحا من الزمن.. لكن السؤال المهم الآن وقبل البدء في الخطوات التصحيحية.. هل حددنا أسباب المشكلة حتى يسهل علينا علاجها؟ فهذه الفوضى الفكرية.. والتضارب الواضح في الرؤى والأطروحات لا يمكن أن توصلنا لاكتشاف «الداء».. على اعتبار أن معظم النقاد الذين نراهم ونشاهدهم يوميا.. لا يمكن أبدا الوثوق بآرائهم وأخذها على محمل الجد.. فكل «يغني على ليلاه».. ويحاول أحدهم استمالة المشاهد لمناطق تخدم فكرته الأساسية التي عادة ما تتمحور حول ميوله الخاصة.. لاحظوا هذا المشهد الذي نراه يوميا على أكثر من قناة.. يتكوم السادة النقاد حول المذيع الذي يكتفي طوال الحلقة بوضع «يده على خده»، ولا يحرك ساكنا.. جميعهم يسعون لالتقاط طرف الحديث من صاحب الصوت الأعلى – وليس الفكر الأرجح – من أجل الإدلاء بدلوهم حول إصلاح الوضع الرياضي المحلي.. وبعد عناء طويل.. تأتي الفرصة لثاني أعلى صوت من بين المجموعة.. هل تتوقعون أن الإضافة ستكون بحجم الانتظار؟ أبدا.. فشيء من هذا لم يحدث.. وليس هناك ما يستحق كل هذا الصراخ.. فالأخ أراد أن يصحح معلومة عابرة عن ناديه المفضل جاءت في سياق الحديث ولم تكن هي الفكرة الرئيسية.. فالأهم ألا يخرج بشكل ضعيف أمام جماهير ناديه التي لن ترحمه لو سكت عن هذه الكارثة بنظر تلك الجماهير.. مثل هؤلاء النقاد.. لا يستحقون المتابعة والمشاهدة.. لأنهم تركوا الفرصة للجماهير الرياضية لكي توجههم وتتحكم في أطروحاتهم.. فبدلا من أن يفرضوا سلطتهم على تلك الجماهير.. وجدوا أنفسهم ينساقون خلف ما تريده الجماهير.. وهذه مشكلة كبيرة عند الكثيرين من النقاد الذين نراهم يوميا لا يفوتون كل شاردة وواردة عن أنديتهم.. حتى لو جاءت بحسن نية.. وهذا تخل حقيقي عن الدور المكتنز بالوعي الذي يجب أن يلعبه الناقد.. خاصة أننا في مرحلة تتعلق برياضة الوطن بعيدا عن الأندية وشعاراتها.. وبالتالي فإن التطوير.. والإصلاح الرياضي.. يجب أن يتم بعيدا عن هؤلاء المتأرجحين.. وآرائهم الرجعية.