يبدو أن الثورة المصرية التي رفعت شعار السلمية في أول طريقها قد انحرفت عن مسارها الصحيح بعد خروج بعض المواطنين الجمعة الماضية في مظاهرة أخطؤوا حين أطلقوا عليها اسم «جمعة تصحيح المسار»، حيث قام بعض المتظاهرين بأعمال شغب وتخريب بالاعتداء على الممتلكات ومحاولة اقتحام بعض المؤسسات الحكومية! ولكن على الرغم مما ترتكبه فئة مخربة من أعمال شغب إلا أن البعض لا يزال يسعى جاهدا من أجل بناء وطنه من جديد، ومن بين هؤلاء مجموعة من الفنانين والإعلاميين المصريين الذين أطلقوا حملة باسم «المليار جنيه لتطوير العشوائيات»، والتي تتضمن مشروعا تنمويا متكاملا غرضه مكافحة العشوائيات وتوفير مدن بديلة لأصحابها تصلها الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وكافة المرافق، إضافة إلى أهدافها الاقتصادية والثقافية والتي تشمل محو الأمية والقضاء على البطالة بتوفير فرص عمل لأهالي هذه المناطق عن طريق إنشاء مشاريع صغيرة، وتخصيص جائزة مالية سنوية تقدر بمليون جنيه للمدينة التي سيحافظ سكانها على نظافتها! كما بادر القائمون على المشروع وعلى رأسهم الممثل محمد صبحي بإيقاف أعمالهم الفنية والبدء برحلات على نفقاتهم الخاصة إلى أمريكا ودول أوروبية وعربية عديدة للتعريف بتفاصيل مشروع الحملة وجمع التبرعات من الجاليات المصرية، بحيث تتوجه المليار جنيه للمشروع فقط ولا يخصص أي منها للرحلات أو الاجتماعات. فكرة مثل هذا المشروع وطريقة تنفيذه أثارت تساؤلات عن دور الفنانين الخليجيين من ممثلين ومطربين وحتى إعلاميين وغيابهم عن وقائع وأحداث مجتمعاتهم، أو مشاركتهم في مشاريع خيرية وإغاثية تضيف إيجابا لجانبهم الإنساني! لم أسمع تعليقا أو دورا تطوعيا لمعظم الفنانين في كارثة جدة مثلا أو حتى على صعيد العمل التطوعي الدولي.. فبالكاد نرى بعضهم على شاشة التلفاز يطلون علينا بأعمالهم مرة كل عام! ومع أن الحركة الفنية والإعلامية ما زالت بطيئة إلا أننا نملك على الساحة أسماء قوية وإن كانت قليلة من واجبها الانتماء إلى المجتمع والتأثر بما يدور فيه من ظروف وأحداث والمشاركة فيها بشكل أكثر فاعلية!