على عكس كثير من الفنانين والفنانات المصريات، أبدت الفنانة نبيلة عبيد حماسًا للتعامل مع الإخوان المسلمين فنيًا.. وقالت: لقد سبق لى أن أديت في شبابي دور «رابعة العدوية» ولا أمانع اليوم فى العمل مع الإخوان فيما ينتجونه من فن. وفي موقف مغاير ثان، أكدت نبيلة عبيد أنها لن تهاجر من مصر مهما كانت الأسباب، وبرّرت إقامتها في بيروت في الستينيات بأنها كانت للبحث عن أعمال جيدة عقب نكسة 1967، وأثناء وجودها حاليًا في الاستوديو بالقاهرة لتصوير دورها فى المسلسل الجديد «كيد النساء 2» حيث تواجه فيفي عبده في أدوار بنت البلد.. كان ل «الأربعاء» هذا الحوار مع الفنانة نبيلة عبيد.. * كيف تفسرين ما يحدث في مصر الآن من سباق المنافسة على كرسي الرئاسة والشد والجذب بين التيارات الإسلامية والليبرالية؟. - أنا حزينة على ما يحدث في مصر حاليًا، ولكن أعرف عندما تحدث أي ثورة لابد أن يعقبها مثل ما نحن فيه الآن، وأنا لديّ أمل أن مثل هذه الأمور ستنتهي قريبًا، وعلينا أن نتحمل تبعات ذلك إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، ولكن أنا مهمومة بوطني الآن، وليس بالأفلام أو المسلسلات برغم انشغالي بالمسلسل الجديد « كيد النساء» المزمع عرضه في رمضان المقبل. * وكيف ترين دور الفنان في التعامل مع مثل هذه الظروف؟. - أقول إن الفنانين يتمتعون لدى الناس بالثقة، وعندما نزلوا وسط الحركات الموجودة وانصهروا في المجتمع فهذا دور كبير للفنان. * ولكن بعض الفنانين والفنانات متخوفون من تضييق الإسلاميين على حرية الإبداع، لدرجة أنهم يقولون أنهم سيهاجرون من مصر.. هل ستهاجر نبيلة عبيد هي الأخرى؟. - أنا لن أترك مصر أبدًا ومهما كانت الأسباب، ولا أخشى السلفيين أوالإخوان لأنهم جاءوا بإرادة الشعب، فالإخوان قد يكونوا معتدلين في الكثير من الأشياء ونحن يجب أن نتركهم ليعملوا، ولا أظن أنهم سيلغوا فن السينما مثلًا، وأعتقد أن هناك شركات إنتاج فنية سيتم دعمها من الإخوان وأنا ليس لديّ مانع من التعامل معهم فيما ينتجونه من فن، وأنا في بداية حياتي الفنية عملت دور رابعة العدوية بالحجاب، فما الذي يمنع أن أقدم أدوارًا دينية؟.. وهناك كثيرون طلبوا مني ذلك وكان ردي أنني لم أجد شخصية نسائية مهمة كرابعة أو الشيماء، ولو وجدت شخصية دينية ثرية مسموح بها فأنا أرحب بها لأنها تضيف ولا تقلل. * وهل هناك نية لإعادة فيلم «رابعة العدوية» في مسلسل، وترشيحك لدور فيه؟. - ماذا أعمل في هذا العمل؟.. أنا لا أصلح لدور رابعة الآن لأن لها مراحل في حياتها، فكانت شقية في صغرها ثم انحرفت، وعندما عرفت الطريق السليم أصبحت شهيدة العشق الإلهي، وكان فيلمي بصوت أم كلثوم، وكان هناك فيلم آخر باسم شهيدة الحب الإلهي بصوت سعاد محمد غنائيًا.. هذا العمل أشاهده ولا أشارك فيه الآن. * بالمناسبة هل اضطرت نبيلة عبيد يومًا على ترك مصر بسبب ضغوط معينة من النظام السابق؟. - كنا كالطيور المهاجرة إلى بيروت أيام عبد الحميد جودة السحار، وقت انتعاش السينما هناك، وذهبت إلى بيروت وعملت سينما ومسرح مع تحية كاريوكا، ولكن كان ذلك يقتضي أن نعيش في بيروت شهرين وثلاثة لكل فيلم، وبيروت كانت مدينة جميلة، لكن جاءنا الأديب الراحل عبد الحميد جودة السحار أيام تولي يوسف السباعي وزارة الثقافة ورجّعنا معه من أجل مصر، ولم تكن هجرتنا لأسباب سياسية أو ضغوط محددة بل كانت بغرض البحث عن الأعمال الفنية عقب نكسة 1967. * وماذا عن رأيكِ في المرشحين للرئاسة؟ وأي منهم سترشحينه؟. - من يريد مصلحة مصر ويضمن لها كل الاستقرار على عيني ورأسي وسوف أمنحه صوتي. * وماذا لو نبيلة رئيسة جمهورية.. ماذا كانت ستفعل؟. كل الأخطاء الماضية يجب تجنبها، وأي مصري يفتخر بأنه مصري في أي مكان في العالم، وأنا سافرت أثناء الثورة إلى أمريكا وكنت أجد عيون الناس تضحك في الغربة وسعيدة لما حدث في مصر. * لكنك اُتهمتِ بأنك لم تذهبي لميدان التحرير ولم تشاركي في الثورة المصرية؟. - أنا لم أذهب للتحرير خوفًا من الزحام، فقد خفت على نفسي من الزحمة، ولأن هؤلاء الشباب كانوا في الفترة الأولى في منتهى الأخلاق من خلال مطالب عادلة، لكن في الفترة الأخيرة وجدنا دخلاء عليهم. * بعد صعود الإسلاميين للبرلمان، وفي حالة صعودهم للحكم، هل سيكون هناك صدام بين الفنانين وبينهم؟. لا أستطيع أن أبدي بوجهة نظري الآن لأن الفن ليس عليه رقابة دينية وطالما هناك مشهد للضرورة في سياق الدراما وإذا لم يتم تصويره داخل الفيلم سيخل بمضمونه فلن يفهم الجمهور رسالة الفيلم. * توضيحًا للسؤال: عندما كان الإسلاميون أقلية في مجلس الشعب، وفي حال عدم إعجابهم بفيلم كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدوها لمنع عرضه، أما الآن فهم بالتأكيد سيطروا على المجلس، فكيف تتوقعين طريقة تعاملهم مع الفن والفنانيين؟. - لا أعرف كيفية التعامل، أنا الآن أدواري محددة لكن بالنسبة للفن عمومًا فهو عملية إبداعية وأنا لا أنتج أفلامًا لكن سأحرص على العمل في المرحلة المقبلة حتى ولو مع الإخوان طالما العمل له قيمة في تاريخ السينما. * إذا ما عُرض عليكِ آداء دور سوزان مبارك في عمل فني ..فهل تقبلينه؟. - لا أعرف القرار الآن، لكن بشكل عام قد يكون الدور مثير دراميًا، وربما مثلاً شكلي لا يتناسب مع هذه الشخصية، ولكن شخصية سوزان مبارك مليئة بالأسرار والكواليس المثيرة . * أخيرًا قام الفنان محمد صبحي بمشروع عظيم من أجل جمع تبرعات لتطوير العشوائيات في مصر وهي حملة المليار جنيه، كيف ترين هذه التجربة بوجهة نظركِ؟. أنا سعيدة بالمجهود الذي قام به الفنان محمد صبحي وهو لا يريد أن يشاركه فيه أحد لأنه كفيل بنجاح مشروعه بنفسه وربنا يوفقه.