اكتسب أبناء العقيد معمر القذافي سمعة كبيرة لاشتهارهم بالبذخ والعنف والسلوك غير اللائق الذي اجتذب عناوين الكثير من الصحف المعادية، تماما مثل والدهم غريب الأطوار. وقتل سيف العرب خلال الصراع الذي استمر ستة أشهر بين القوات الموالية للعقيد وقوات المعارضة. وهناك أنباء غير مؤكدة عن مقتل ابن آخر هو خميس. وإذا كان على قيد الحياة، فإن مدعي المحكمة الجنائية الدولية قال إنه ربما يدرج اسم خميس في قائمة المطلوب القبض عليهم بعد أن اتهمت كتيبة يقودها بقتل عشرات المحتجزين في طرابلس. وفي أول تصريح رسمي عن مصير من نجا من أفراد الأسرة، أكدت الجزائر أنها منحت حق اللجوء إلى زوجة القذافي صفية ومعها ثلاثة من أبنائها هم هانيبال ومحمد وعائشة. واختفى اثنان آخران من الأبناء هما سيف الإسلام والساعدي. وكانت الغيرة والطمع يفسدان العلاقات بين أفراد الأسرة لسنوات طويلة، لكن بينما كانت قوات المعارضة تتحدى نظام الحكم الليبي التف أبناء القذافي السبعة وابنته الوحيدة حول والدهم وتخلوا عن أنماط الحياة التي كانوا كثيرا ما يعيشونها في الخارج. وكان أبرز أبناء القذافي مع بدء الانتفاضة هو سيف الإسلام، 39 عاما، الذي أجبر خطابه العدائي المحللين على أن يعيدوا النظر سريعا في اعتباره شخصية إصلاحية. وكان ينظر يوما لسيف الإسلام، الذي درس في لندن ويجيد الإنجليزية، باعتباره الوجه المقبول لليبيا والخليفة المحتمل لوالده، لكن المحكمة الجنائية الدولية تريد القبض عليه الآن تماما مثل والده لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وذكر اسم هانيبال، الذي كان منصبه الرئيس هو رئيس شركة الشحن التابعة للدولة، في عدد من الحوادث في الخارج. وفي عام 2008 ألقي القبض عليه هو وزوجته في فندق بجنيف لإساءة معاملة اثنين من الخدم. وتضخمت المشكلة لتتحول إلى خلاف دبلوماسي كبير مع سويسرا، احتجز خلاله رجلا أعمال سويسريان فترة طويلة في ليبيا. وعرف عن شقيقه الساعدي في الخارج ولعه بكرة القدم. والتحق بعدد من الأندية الإيطالية ولم ينجح في أي منها. وقاد أيضا المنتخب الوطني الليبي، الذي أقيل مدربه يوما لعدم اختياره في تشكيلة المنتخب. ولم يسمع الكثير عن محمد، أكبر أبناء القذافي، وهو مهندس تولى مسؤولية اللجنة الأولمبية الليبية وكذلك الشركة العامة للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية. كذلك فإن المعتصم، الذي عمل مستشارا أمنيا للقذافي وتولى الصورة الإعلامية لوالده في رحلات الخارج، لم يسمع عنه منذ بدء القتال. ودرست ابنة القذافي عائشة في فرنسا وتحدثت صراحة مدافعة عن والدها بعد بدء القتال. وهناك ابنة بالتبني كان القذافي يقول عنها إنها لقيت حتفها خلال الغارة الجوية عام 1986 عندما كان عمرها ستة أشهر. لكن بعد سقوط طرابلس اتضح أنها ما زالت على قيد الحياة وأنها درست الطب واللغة الإنجليزية.