تسنى للشيخ صالح بن عبدالله بن محمد بن حميد أن ينال كثيرا من العلوم الشرعية، وأن يحفظ القرآن الكريم؛ ليصبح أحد العلماء الذين أصبحوا مرجعية في قضايا الفقه وأصوله، حيث تراوحت دراساته الأكاديمية الجامعية بين الشريعة والفقه، ونال أعلى الدرجات العلمية فيها ليؤكد حضوره العلمي كفقيه وعالم فتح الله عليه أبواب العلم وأعانه على التزود منه. كانت نشأة الشيخ ابن حميد في مدينة بريدة حاضرة منطقة القصيم غير أن علومه ومعارفه الدراسية المتقدمة تلقاها في مكةالمكرمة ابتداء من الثانوية، ثم حصوله على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة أم القرى، ثم الماجستير في الفقه وأصوله من ذات الجامعة، فالدكتوراه في الفقه وأصوله، وكان له أن وهب علمه لكثير من الطلاب في قاعات الدرس، حيث عمل معيدا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ومحاضرا، وأستاذا مساعدا، ورئيسا لقسم الاقتصاد الإسلامي، ورئيسا لقسم الدراسات العليا المسائية، ووكيلا لكلية الشريعة للدراسات العليا، وعميدا للكلية. وإلى جانب أعماله الجليلة في التدريس الجامعي، أصبح إماما وخطيبا للحرم المكي الشريف منذ العام 1404ه، كما أنه عضو في المجلس الأعلى للمساجد في رابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء السعودية منذ العام 1421ه، وعضو اللجنة الشرعية بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ومدرس بالمسجد الحرام، وقد صدرت موافقة سامية على تعيينه مدرسا ومفتيا بالمسجد الحرام. ولم يتوقف عطاؤه لخدمة وطنه ومجتمعه ودينه عند ذلك، حيث عين نائبا للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ثم عضوا في مجلس الشورى 1414ه 1421ه، وفي عام 1421ه صدر أمر بتعيين الشيخ صالح بن حميد رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي 24 ذو القعدة 1422ه صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا لمجلس الشورى، وهو الآن رئيس المجلس الأعلى للقضاء خلفا للشيخ صالح اللحيدان. للشيخ ابن حميد مشاركات عديدة في المؤتمرات العلمية والعالمية، سواء ما كان منها عن طريق المسجد الحرام وشؤونه، أو ما كان عن طريق جامعة أم القرى أو الدعوات الخاصة، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بكثير من المؤلفات والبحوث، منها وضع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتحقيقاته، من خطب المسجد الحرام توجيهات وذكرى «جزأين»، مفهوم الحكمة في الدعوة، ضابط المثلي والقيمي عند الفقهاء، تحت الطبع، وغير ذلك من المؤلفات التي تضيف للمكتبة معرفة نوعية وكمية في الفقه والعقيدة.