أكد رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم الحكم الدولي السابق عمر المهنا عزمهم على تقليل نسبة الاستعانة بالحكام الأجانب لإدارة المباريات المحلية إلى أقصى حد، واستغلال الثقة الممنوحة لهم من الاتحاد السعودي لتطوير الحكام السعوديين. ونفى في الحوار الذي أجرته معه «شمس» الاتهامات الموجهة إليه من قبل البعض بمجاملته حكام المنطقة الشرقية، كما أكد أن قضية الحكم المرداسي انتهت تماما بعد اعتذاره. وتناول المهنا جملة من القضايا المهمة التي تخص التحكيم والحكام نبرزها في ثنايا هذا الحوار: *ما استعدادات لجنة الحكام للموسم الرياضي المقبل؟ وضعنا برنامجا تدريبيا بدأ قبل شهرين تقريبا، وطبق على الحكام كافة، كما أعلنا أسماء الحكام الذين سيشاركون في كامل الدورات التدريبية، وأرجو أن تعم الفائدة «حملة الصافرة» لما في ذلك من مصلحة للتحكيم السعودي. *ما الأسباب التي أدت إلى تراجع عدد الحكام الأجانب في الموسم الماضي مقارنة بالأعوام السابقة؟ الأمر يعود في المقام الأول للدعم القوي الذي وجده الحكام السعوديون من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل. فعلى سبيل المثال تمت الاستعانة بالحكام الأجانب في 30 مباراة من أصل 132 في الموسم قبل الماضي، أما في الموسم الماضي «2010/2011» فاستعانت الأندية بالحكام الأجانب في 17 مباراة فقط من مجمل 182 وهذا مؤشر إيجابي على تطور مستوى حكامنا. * وماذا عن الموسم المقبل؟ نريد أن نضيق دائرة الاستعانة بالحكام الأجانب أكثر من أي وقت مضى، حيث نفكر أن يقتصر حضورهم من ثلاث إلى أربع مباريات فقط، ونريد أن نستغل الثقة الممنوحة لنا من الاتحاد السعودي لتطوير حكامنا أكثر وأكثر، حتى تصبح مسألة الاستعانة بالحكام الأجانب جزءا من الماضي. * كيف يتطور مستوى الحكام والمكافآت لا تزال منخفضة؟ سأكون صادقا معك، قد تلعب المكافآت المنخفضة دورا في تراجع مستوى الحكام، ولكنها ليست السبب الرئيس، علما بأن الوضع اختلف بشكل كبير في الفترة الحالية حيث يتقاضى الحكم 2500 ريال عن المباراة التي يقودها في دوري زين، و1500 ريال في الدرجة الأولى، كما أن مكافآت إدارة مباريات الشباب والناشئين ارتفعت هي الأخرى بشكل ملحوظ. * إذن ما السبب الرئيس في تراجع مستوى الحكام؟ قد يكون لفقدان الثقة في الحكم السعودي من قبل رؤساء الأندية ووسائل الإعلام أثر واضح على الحكام، وجعلهم يفقدون ثقتهم في أنفسهم، كما أننا في لجنة التحكيم لا نبرئ أنفسنا من بعض السلبيات ونعمل بشكل جاد للتخلص منها ودعم الجوانب الإيجابية. *هل كنت راضيا عن مستوى التحكيم في الموسم الماضي؟ بالنسبة إلى دوري زين، الأداء كان بين الجيد والجيد جدا من وجهة نظري، أما فيما يتعلق بدوري الدرجة الأولى فقد أعطينا الفرصة لعدد من حكام الدرجة الثانية وغالبية قراراتهم كانت صحيحة. * ما ردك على من اتهم لجنة التحكيم بمجاملة الحكم فهد العريني بتكليفه قيادة عديد من المباريات رغم أن كثيرا من قراراته الموسم الماضي كان مثار جدل كبير؟ العريني مثله مثل بقية الحكام يخطئ ويصيب، وإن كنت تتحدث عن إثارته للجدل ببعض قراراته خاصة في مباراة النصر والتعاون في الدور الثاني فأعتقد أن أخطاءه كانت مقبولة وإن تضرر منها الفريقان، لكني ما زلت على ثقة بأنه سيستفيد من تلك الأخطاء ويتطور للأفضل. * أنت متهم بمجاملة حكام المنطقة الشرقية؟ الحكام لدي سواسية والأفضل سيجد فرصته في المشاركة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. * وماذا عن فهد المرداسي وقرار اعتزاله ومن ثم التراجع عنه؟ أرجوكم أغلقوا هذا الملف نهائيا. لقد نسيت كل ما حدث بعد اعتذاره. وفهد مثل ابني عبدالعزيز تماما هو أخطأ وتمت محاسبته وانتهى الموضوع. * بماذا شعرت عقب إعلانه الاعتزال على الشاشة الفضية؟ لم أشاهد اللقاء إلا بعد خمسة أيام تقريبا، لكني كنت على قناعة بأنه سيعدل عن الأمر؛ لأني أعرف مدى عشقه للتحكيم. * هل تعتقد أنكم حققتم في لجنة التحكيم الأهداف المرجوة من اجتماعاتكم الشهرية بالحكام؟ إيجابيات الاجتماع الشهري تطغى على سلبياته إن وجدت. وصدقني لو وجدنا أن السلبيات أكثر سنلغيه، ولكن عطفا على سبعة اجتماعات مضت رأينا أنه مفيد للكل. * ألا تعتبر أن مواجهة الحكام بأخطائهم أمر محرج؟ من حضر تلك الاجتماعات من الإعلاميين عرفوا أمورا مهمة وهي أن الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية وهو عكس ما يحدث في الاجتماعات، حيث يتم عرض اللقطات مثار الجدل عدة مرات ومن ثم يتم اتخاذ القرار الأقرب للصواب. *هل لا يزال الحكم السعودي «الحلقة الأضعف» والشماعة التي تعلق عليها الفرق هزائمها؟ البعض لا يزال يعتقد ذلك. المشكلة الحقيقية في المباريات المحلية أن البعض يقيم الحكم بناء على الميول، عكس المشاركات الخارجية، حيث يتم تقييم الحكم باعتباره سعوديا، فإذا كان الحكم السعودي سيئا في الداخل فكيف يكون جيدا في الخارج؟ ومن الصعب أن يحدث ذلك؛ لأن تلك إمكانيات شخصية وحسن تصرف ولياقة بدنية. *احتراف الحكام.. هل يمكن لهذا المشروع أن يصبح حقيقة؟ أرجو ذلك وإن حدث فللحكام صغار السن. *ولماذا للصغار بالتحديد؟ لأنه من الصعب أن يتجه حكم مثل خليل جلال للاحتراف؛ لأنه لن يعطيه مميزات أكثر مما يعطيه عمله الأساسي، وعلى هذا الأساس لن يقبل الحكام بالاحتراف إلا إذا كانت الميزات المقدمة لهم أكبر. *هل المنشآت لا تزال تقف عائقا أمام الحكام؟ لا يوجد أي إشكاليات حول هذا الأمر طوال الفترة التي قضيتها رئيسا للجنة الحكام، ولكن هناك بعض المشكلات لدى حكام تبوك، وتكمن في التعاون مع اللجان الفرعية. *ما تقييمك لحكام بطولة العرب للناشئين باعتبارك مشرفا عليهم؟ أداؤهم في المجمل كان مرضيا مع وجود بعض الملاحظات القليلة. لكن الأمر كان تعاون اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية مع الحكام وهذا ما ساعدهم على تقديم مستويات جيدة. *هل هذا يعني عدم تسجيل أي احتجاج من الفرق المشاركة ضد الحكام؟ لا، لم تسجل البطولة أي حالة احتجاج، وجميع الوفود كانت متعاونة سواء على صعيد اللاعبين أو الإداريين، وبالطبع فإن عدم وجود أخطاء مؤثرة في نتائج المباريات ساعد على عدم وجود تلك الاحتجاجات .