انزعجت لجنة الحكام على لسان رئيسها عبدالله الناصر من الاستفتاءات التي لم ترشح أي من أسياد الملاعب باستثناء عدد محدود للغاية، إما مجاملة لاسم معين تربطه به علاقة أو للرفع من الروح المعنوية أو على طريقة انصر (أخاك ظالما أم مظلوما)، وفي كل الأحوال فالنتيجة الطبيعية (لم ينجح أحد) من حكامنا الأعزاء الذين تواروا عن الأنظار في أهم المباريات المحلية لظروف بعضها كان من صنعهم، وظروف أخرى تسببت فيها الأندية والإعلام، ولم يستطيعوا التصدي لها نتيجة اهتزاز الثقة من جهة وغياب الموهبة والبعد عن تطبيق القرارات الصحيحة من جهة اخرى، ولا نعلم لماذا هذا الانزعاج من الناصر وهو المدرك جيدا لواقع الحكام والتحكيم السعودي، هل يريد أن يجمع المستفتون من باب (الفزعة) ليصوتوا لحكام رسبوا في إدارة الكثير من المباريات، هل يجانبون الحقيقة ويرشحون عبد الرحمن الجروان لإخفاقاته وممدوح المرادسي لسوء إدارته للمباريات وخليل جلال لتعاليه وعبدالرحمن العمري لتفاوت مستواه ومطرف القحطاني لاهتزاز قراراته ومرعي عواجي لضعف شخصيته والبقية لضعف قدراتهم، أم يقولون الحقيقة المرة وان غضبت لجنة الحكام. حتى تشره لجنة الحكام على النجاح وكشف حساباتها ويكون التصويت عادلا لأي حكم محلي لابد أن تكون إدارة احد المباريات التنافسية المهمة، وهذا لم يتوفر إلا نادراً، ومع الأسف أن الإخفاق كان أكثر من النجاح، والشواهد كثيرة، لو تم الرجوع لمشاهدة أشرطة مباريات الموسم الماضي لاقتنعت، ويكفي ما فعله حكم واحد في مباراة واحدة الكل يتذكرها وتكفي لهز لجنة وتحكيم بأكمله. ربما تقول لجنة الحكام أن أخطاء الأجانب لا تختلف عن أخطاء الحكم المحلي، وهذا ربما يكون قريبا من الصواب، ولكن لابد أن نؤمن بدرجة القبول اللاعب والمدرب والإداري بقرارات الحكم الاجنبي مهما كانت، بدليل قلة الاحتجاجات مقارنة بالغضب الكبير تجاه قرارات المحلي وعدم الاقتناع بها، إما لأنها خاطئة كالتي شاهدناها أو لأن الأندية تعرف مسبقا الضغوطات وميول هذا الحكم وتدرك انه لن يتحرر من العاطفة، وفي كلا الحالتين المتضرر هو الحكم والتحكيم والرياضة السعودية، وحتى في مباريات تحديد المركزين الثالث والرابع في مسابقاتنا تتم الاستعانة بالحكام الاجانب مع منح إجازة للمحلي قبل نهاية الموسم الرياضي. لذلك لا نرى أن هناك مبررا لانزعاج اللجنة الرئيسية، خصوصا أنها تدرك الحال التي وصل إليها مستوى التحكيم السعودي حتى وصل الأمر بالقيادة الرياضية الى الاستعانة مكرهة بالأجنبي، وبكل تأكيد أن هذه الاستعانة تأتي في صالح اللجنة لأنها ستجنبها الكثير من الضغوطات وحالات الاحتقان ضدها من الإعلام والجماهير والأندية، وإذا ارادت اللجنة تصحيح مسار التحكيم وتعديل أخطاء الحكام فإنها لابد أن تضع جميع الاستفتاءات التي جاء من أبرزها وأكثرها دقة استفتاء "الرياض" الكبير في عين الاعتبار، وان تعمل على إعادة الثقة بالحكم المحلي، من خلال تهيئته بدورات الصقل وجلب الخبراء الأكفاء وليس الاستعانة بأسماء تأتي من بلدان ليس لديها تاريخ كروي، أيضا لابد أن تضع اللجنة في ذهنها إن أرادت التطوير أن زمن المجاملات لن يجر التحكيم السعودي إلا الى المزيد من الإخفاقات، ولعل العودة الى الماضي وكيف أنها كانت تركز وتجامل بعض الأسماء التي لم تجلب لها إلا الإحراج وغضب الشارع الرياضي، ايضا لابد أن يؤمن اتحاد الكرة أن مسألة تدوير الأشخاص واعني بذلك الذي يُبعد عن اللجنة ثم يرشح لها مرة أخرى أصبحت من مآسي التحكيم وعدم دفعه الى الأمام. وبالمناسبة فإن الحكام الذين كانت الاتهامات تدور حول تأثرهم بعواطفهم وميولهم في مواسم مضت فقد شملهم التصويت ومن أنصار أندية يميلون إليها هؤلاء الحكام، ليس لأنهم يستحقون أفضلية التصويت ولكن من باب (هذا الحكم يشجع فريقنا)، مع العلم بأن الميول ليست عيبا متى ما تم الاحتفاظ بها بعيدا عن التأثر والتأثير.