يستقبل السعوديون المقيمون في لبنان شهر رمضان المبارك بمشاعر مختلفة ما بين من هو على استعداد لحزم حقائبه على عجل للسفر إلى الوطن وصيام الشهر الكريم بين الأهل و الأصدقاء وزيارة مكةالمكرمة و المدينةالمنورة و التمتع بالروحانية الخاصة التي يشعر بها السعوديون عندما يصومون رمضان في المملكة. وهناك بعض السعوديين الذين لهم ظروفهم العملية أو الدراسية أو العائلية ففضلوا الصيام في لبنان والاستمتاع بالأجواء الباردة التي تتمتع بها المصائف اللبنانية خاصة وأن شهر رمضان المبارك يتواكب هذه السنة مع أجواء الصيف الحارة في المملكة. ولفت عدد من السعوديين الموجودين حاليا في لبنان إما للدراسة أو التجارة أو السياحة أو ارتباطات عائلية أو عملية أخرى من خلال استطلاع ميداني إلى أنهم سيبقون في لبنان لخوض غمار تجربة استقبال شهر الصوم فيه. وفي لقاء مع عينة عدد من السياح والمقيمين السعوديين في لبنان أكدت الطالبة سارة الغامدي استعدادها للمرة الأولى لصيام شهر رمضان بلبنان رغم كونها تبحث بشغف عن المأكولات السعودية ك “شوربة الحب" وشراب التوت في المحال اللبنانية ولم تجد تشابها إلا القليل لكنها مضطرة للبقاء في لبنان لالتحاقها بدورة تدريبية لتعلم اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد اللبنانية. وكان لعلي يحيى رغبة واضحة لتكرار تجربة صيام شهر رمضان في لبنان للمرة الثانية واستحسانه للتقاليد الرمضانية اللبنانية في رمضان كتجمع الشباب لصلاة التراويح والسحور معا وقضاء بعض الوقت في لبنان. من جانبه أشار فهد الحلواني ( 43 عاما ويعمل في التجارة ) إلى أنه سبق له صيام شهر رمضان في لبنان مرة واحدة فقط مبديا محبته للمأكولات اللبنانية والأجواء الرمضانية في لبنان لكن هذه السنة قرر الصيام في المملكة لأنه أفتقد أجواء العائلة وأجواء الشهر الكريم وزيارة الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة التي تعد من أولوياته خلال الشهر الكريم خصوصا ختم القرآن الكريم في الحرم المكي وعبر عن تعلقه بالعادات والتقاليد السعودية. أما طالب الدراسات العليا محمد المدني (26 عاما ) فقال “سبق أن صمت شهر رمضان في لبنان وأقضي معظم الأوقات في أجواء روحانية بقراءة القرآن وصلاة التراويح وأسعد حقا باستضافة بعض العائلات اللبنانية للإفطار في شهر رمضان ، لكني سأسافر إلى جدة مع العائلة لقضاء شهر رمضان هذه السنة “ مشيرا إلى أن الصيام في المملكة له طابع روحاني خاص لا يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر. كما أكد الإعلامي خالد عبد الله الذي يعمل في مكتب إحدى القنوات الفضائية ببيروت أهمية التنسيق بين العبادة والاستمرار بالعمل في شهر رمضان كل سنة وأنها تقريبا السنة السابعة التي يصوم فيها في لبنان لافتا إلى أن العادات والتقاليد خلال شهر الصوم متقاربة في الدول العربية مع بعض الخصوصيات لكل بلد موضحا في الوقت ذاته أن الصيام في المملكة مع الأهل والأقارب هو بدون شك ذو نكهة خاصة وله روحانية مميزة. وأضاف : “ إن العمل الإعلامي لا يعرف الإجازات والأعياد وانه دائما في حالة انشغال وغالبا ما يفضل الأجواء البيروتية الرمضانية عن الضيعة اللبنانية إلا أنه يزور أحيانا بعض الأصدقاء في “الضيعة" ويستمتع بأجوائها الرمضانية “. من جانبه أكد أحمد العبد الله وهو يعمل في فرع إحدى الشركات السعودية بلبنان على أنه سيصوم ثلثي الشهر الكريم في لبنان مبينا أنه سبق له الصيام في لبنان وهو برأيه لا يختلف كثيرا عن أجواء الصيام في المملكة لتقارب العادات والتقاليد بين الشعوب العربية. وشدد العبد الله على أنه طوال فترة عمله بلبنان يحرص دائما على زيارة المملكة خلال العشر الأواخر حيث يؤدي مناسك العمرة ويزور مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ويقضي العيد بين الأهل والأصدقاء ثم يعود إلى مقر عمله في بيروت.