هي قصة واقعية أرويها، فقد كانت حادثة طريفة من طفل ظريف قال فيها جملة أدرجتها من ضمن الأمثال الشعبية!! فقد كنا جلوسا على كورنيش الدمام في رحلة عائلية بحتة، وكان قريب منا «سايس» خيل وقد استأجرنا خيله «للبزارين» بأن يأخذ كل طفل من العائلة «لفة»، المهم أن أحد أطفال العائلة واسمه «علي» يوجه أي طفل يريد الركوب على الخيل وهو جالس معنا على الفرشة.. وهات يا نصائح وتميلح قدامنا، مثل امسك الحبل زين، اضرب برجولك قوة.. ارخ على اللجام حتى تمشي.. إلخ. وكنا نحن عندما يتأخر أحدهم نسأل عنه ونرسل أحدا ليتأكد من وضعه مع الخيل! المهم لما جاء دوره اللي هو «علي»! وكان آخر واحد تقريبا.. ولما ركب الخيل كان ركوبه هادئا وما في أحد «ينصحه» لأنه هو اللي راكب!! المهم الأخ «علي» لاحظ أن ما أحد انتبه له.. وقبل أن يتحرك الخيل قال كلمته المشهورة «انتبهوا لي ترى ما عندي إلا الدجة!».. فضج المكان عليه من الضحك، فهو قد لاحظ أن ما أحد انتبه له، لأنه توقع أننا نعتقد أنه «خيال» محترف! والأخ «علي» خاف من هالتفكير! فمعنى ذلك أن ما راح أحد «ينتبه» له وسيتركونه مع الخيل وحده! وهو عارف نفسه أنه ما عنده إلا الدجة!.. ومعنى كلامه «أي انتبهوا، لا تصدقون أن توجيهاتي هذي معناها أني فاهم بل هي بلبلة وتسجيل حضور وإلا أنا أصلا ما عندك أحد!» من خلال هذه القصة والمثل سموها ما شئتم.. أصبح معروفا بيننا إذا ذهبنا إلى مجلس وشفنا أحد «يتميلح وينظر ويعطي توجيهات» ونريد أن نسأل عنه دون ما يدري أحد من الحاضرين نقول فيما بيننا كيف الرجال؟! أو انتبهوا لي! ولذلك كم لدينا من شخص في المجال الرياضي كنا نعتقد أنه «فاهم».. وصار لازما أن ننتبه له لأن ما عنده إلا الدجة! فهناك كثيرون ما عندهم إلا «الدجة» ومع ذلك ما يعلموننا، فنكتشف أخيرا أنهم دجوا فينا! ويا ليت أقل شيء كانوا مثل شجاعة «علي» الأدبية.. فأخبرونا حتى ننتبه لهم، قبل خراب مالطة!