هو من الوجوه الشابة السعودية التي دخلت مجال الإعلام المرئي.. حيث حقق حضورا لافتا من خلال برنامج صباح السعودية عبر قناة الأولى للتليفزيون السعودي واستطاع في فترة قصيرة أن يحظى باهتمام كبير داخل الأوساط الإعلامية، وبعد فترة انتقل إلى قناة روتانا خليجية عبر برنامج فاعل خير الذي يعرض حاليا.. الرديني تحدث ل «شمس» بإسهاب عن مسيرته الإعلامية وعن دخوله للإعلام.. فإليكم ما دار بالتفصيل: بداية حدثنا عن ظهورك في الإعلام التليفزيوني.. ولماذا هذا الاختيار تحديدا.. وكيف تم اكتشاف الموهبة؟ أنا في الأساس حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية من جامعة الملك سعود في الرياض، ربما عرفني الناس أكثر كمعد ومقدم لبرنامج صباح السعودية على القناة الأولى في التليفزيون السعودي، لكنني قبل ذلك عملت في عدد من القنوات التليفزيونية مثل الرياضية السعودية كمعد برامج، وفي الاقتصادية السعودية الإماراتية كمعد ومقدم برامج، وقناة الغالية. وجودي في صباح السعودية كان نقطة الانطلاق الأكثر اتساعا نحو الناس، وعلى مدى قرابة العامين ساهمت، إلى جانب زملاء لي أحترم عملي معهم، في إنجاح البرنامج وجعله منافسا حقيقيا لبرامج صباحية أخرى على محطات عربية مختلفة. اعتبرت أصغر مذيع عربي يقدم برنامجا مدته أربع ساعات على الهواء؟.. هذا صحيح وقد تم ترشيحي من قبل جينيس للأرقام القياسية للحصول على لقب أصغر إعلامي يقدم لمدة أربع ساعات متواصلة بشكل يومي. انتقال محمد الرديني لروتانا خليجية.. يفسره البعض بالاستياء من قرار وزارة الثقافة والإعلام بعد إبعادك عن برنامج صباح السعودية.. تعليقك حول ذلك؟ أنا لم أعلن عن استيائي من وزارة الإعلام وعلاقتي بهم جيدة والتليفزيون السعودي ساهم في صقلي ومعرفة المشاهدين بي، وأنا أحترم كثيرا وزير الإعلام الدكتور الشاعر عبدالعزيز خوجة، وأؤكد على مدى حرصه على البرنامج والعاملين فيه، هو منذ بداية البرنامج رافق خطواتنا، وما حدث بعد ذلك، لا ينعكس سلبا لا على محمد الرديني ولا على أي زميل لنا سواء في الإعداد أو التنفيذ التقني، هي مسألة عقود بين الوزارة والشركة المشغلة للبرنامج، وأنا أحمل ذكريات طيبة عن صباح السعودية والقناة الأولى ووزارة الثقافة والإعلام بجميع المسؤولين والمنسوبين فيها، ويكفيني من هذه التجربة قربي من الوزير الذي كان حريصا على موهبة محمد الرديني حدثنا عن الدوافع لاتجاهك لقناة روتانا.. وتقديم البرنامج الإنساني تحديدا.. البعض يتساءل عن عدم اختيارك لتقديم المسابقات الرمضانية؟ منذ أن ابتعدت عن صباح السعودية، جاءتني عروض عديدة للعمل في أكثر من محطة، وعملي في روتانا خليجية حاليا أتشرف به، لكنه ليس نهاية المطاف، أنا أدرس عدة عروض هامة، ستتضح معالمها بعد عيد الفطر. أما لماذا اخترت العمل في برنامج إنساني، فأنا بكل بساطة أحببت «فاعل خير» كفكرة وبرنامج، هو يبقيني على تواصل مع الناس، وتحديدا مع شريحتين متناقضتين: أهل الحاجة وأهل الخير، وحين أكون جسر التواصل بين الاثنين فأنا أقوم بواجب إنساني كبير، أحبه وأشعر بالسعادة المطلقة في تنفيذه، كما أعتبره نقطة تحول في مسيرتي الإعلامية؛ لأنه عمل إنساني قبل كل شيء. أما لماذا لم أختر برنامج مسابقات رمضانية، أقول إنه عرض علي تقديم برنامج للمسابقات، لكنني فضلت عليه «فاعل خير».. والطريق أمامي طويل ولدي العديد من الفرص. ردك على بعض من يتهمون «فاعل خير» بأنه نسخة مقلدة من أحد البرامج المذاعة في رمضان الماضي؟ برأيي هو ليس تقليدا لأي برنامج سابق، وإن كان هناك برامج عربية ولبنانية وغيرها اهتمت بفعل الخير.. وأتمنى أن تقدم كل محطة عربية برنامجا مشابها، وأكثر من برنامج؛ لأننا فعلا نحتاج لتحريك الضمائر، وتحريض الميسورين من الناس لكي يقفوا إلى جانب الفقراء والمستضعفين. هناك فقر في كل مكان، وهناك فقراء يرفضون حتى الشكوى، ومن حقهم علينا أن نسعى لمساندتهم في كل شيء؛ لأنه من حق الجميع على أرض الوطن، وفوق الكوكب كله أن يعيشوا برفاهية وسلام. خلال الأيام الماضية من رمضان الحالي.. كيف رأيت تجاوب فاعلي الخير مع الفقراء.. وما المواقف التي تأثرت بها عبر هذا البرنامج في طرح معاناة البعض؟ صدقني التجاوب كان كبيرا ومذهلا، نحن لاقينا تجاوبا من بعض الوزارات والمسؤولين، كما لاقينا تجاوبا من بعض الجمعيات ورجال الأعمال، وحتى من قبل أناس هم ليسوا أثرياء بأرصدتهم، بل أغنياء بنفوسهم. وأظن غالبية الحالات التي مرت وستمر بفاعل خير هي حالات مؤثرة؛ لأنها حالات حقيقية وواقعية من لحم ودم ودموع ومعاناة.. أنا حين أعود إلى البيت بعد الانتهاء من عرض أي حلقة تنتابني لحظات حزن كبيرة.. وبالمقابل ينتابني الفرح كلما وجدنا حلا لحالة عسيرة، أو تبرعا كبيرا من محسن أنقذ عائلة بمسكن أو بفرصة عمل. فاعل خير سلط الضوء على مدى وجود الحالة الإنسانية التكافلية بين أفراد المجتمع السعودي، وأظهر مدى التعاطف بين الناس، وحرصهم على التقيد بالواجب الإنساني بين الإنسان وأخيه الإنسان. وهذا بحد ذاته إنجاز كبير للبرنامج. تأثرت كثيرا بالحالات لكن ما آلمني هي تلك العائلة التي تنام في المنزل بلا كهرباء في عز مدينة الرقي في العاصمة الرياض، والسبب جشع صاحب المنزل والذي أخذ الكيبل بسبب التأخير عن دفع الإيجار، وتلك العائلة التي تعيش على جمع العلب وتبيعها ليلا على أحد الوافدين بعشرة ريالات. ولكن فاعلي الخير موجودون ولم يقصروا في مساعدتهم. ماذا سيكون جديد محمد الرديني بعد رمضان؟ قلت إن هناك عدة فرص كبيرة، أنا أدرسها، وبصراحة أنا في حيرة من أمري بموضوع الاختيار، وأدعو الله أن يهديني إلى الاختيار الأصلح لي. حلم إعلامي تود تحقيقه، ولماذا؟ أطمح لتقديم برنامج كبير، برنامج منوع، فيه تواصل مع الناس، وفيه إضافة إلى الإعلام السعودي والعربي، تكون قادرة على أن تميزني، وتحقق ما أطمح إليه. لدي الكثير من الأفكار لبرامج قد تكون بمثابة إضافات حقيقية، وأظنني سأحقق هذا الطموح، طالما أمتلك الإرادة، وأمتلك الحماس، وطالما أنا أعشق هذه المهنة، وأتعامل معها بكل جدية واحتراف .