رفض مقدم برنامج «فاعل خير» محمد الرديني، وصف تعاطيه مع القضايا الإنسانية من خلال البرنامج «نشراً للغسيل» مؤكداً بأن تسليط الضوء على هذه القضايا يأتي بمثابة خطوة نحو تعقيم جروح الحاجة، معتبراً أن البرنامج أتاح له الفرصة للغوص في أعماق النشاط الخيري والإنساني في السعودية، مضيفاً: «تفاجأت مع طاقم العمل من وجود حالات إنسانية لم تلق الدعم الكاف لا على صعيد الإسكان أو حتى التعليم في قلب المدن الرئيسية مثل الرياض والدمام وجدة وليس فقط القرى أو المدن البعيدة، كما أن لدى الكثير من المحتاجين قصوراً في معرفة حقوقهم إذ ان بعضهم لم يذهب للمستشفى اعتقاداً منه بأنها لن تستقبله وسيجد صعوبة في الحصول على العلاج»، كما انتقد «تغييب الفضائيات للبرامج الإنسانية والخيرية، من باب الاعتقاد بأن هذه الحالات غير موجودة في السعودية أو أننا بمنأى عنها، البعض يكابر عن عرض الحاجات الإنسانية للناس». ويقول الرديني في حديث ل «الحياة»، أنه وضع نصب عينيه تحدياً منذ اليوم الأول لبرنامج «فاعل خير» الذي يبث يومياً على قناة روتانا خليجية طيلة شهر رمضان، حين قرر وفريق العمل عدم الإعلان عن أسماء المتبرعين للحالات الإنسانية إلا بعد التأكد من أن التبرع سيصل فعلاً للمحتاجين، خشية أن يكون التبرع جاء نتيجة حماسة لحظية حين عرض الحالة، لنفاجأ بعد ذلك بأن الوعود اختفت، مبيناً أنه تم تغطية معظم الحالات المعروضة في البرنامج، لافتاً إلى أن المساعدات لم تقف على الدعم المادي فقط بل تعدت ذلك، إذ تقدم محامون للبرنامج معلنين تبرعهم للحالات المعروضة بتقديم الاستشارات القانونية والترافع دعماً للحالات الاجتماعية علاوة على ذلك قامت مؤسسات أكاديمية بتقديم عشرين منحة مجانية تجاوباً مع حالات عرضها البرنامج، كما وفرت بعض الجهات فرصاً وظيفية لحالات أخرى إضافة إلى بعض من تحصلوا على مساكن كتبرع فاعلي خير. وأوضح الرديني، أنه تم تقسيم البرنامج إلى فقرات عدة، تبدأ أولها بعرض حالة إنسانية وفي الوقت ذاته تستضيف داعية إسلامي يحث على البذل والعطاء، ثم فقرة تخص إحدى مؤسسات المجتمع من القطاع الخاص وتسليط الضوء على الدور الذي لعبته في تخفيف معاناة المعوزين، وفقرة تخصص للجمعيات والصناديق والمشاريع الخيرية تعرض من خلالها المؤسسات الاجتماعية خدماتها للمجتمع وتتبنى بعض الحالات المنطبقة عليها شروط المؤسسة المشاركة في الحلقة، إضافة إلى الإعلان عن أرقام حسابات الجمعية ووسائل التواصل، مضيفاً: «كما خصصنا جزءاً من البرنامج لاستضافة أحد المشاهير في المجال الإعلامي أو الرياضي أو الفني، وخلال الفقرات يتم عرض حالات إنسانية واجتماعية سعودية تحتاج دعماً مادياً ولوجستياً يتم دراستها من خلال خبراء ومن ثمة يتم التصوير مع الحالة وبثها في البرنامج».وفي جزء الحديث حول الجمعيات الخيرية، يبين الرديني، أنه اكتشف «وجود إشكال في عمل الجمعيات إذ ان بعضها ينتظر أن يتقدم الناس لطلب المساعدة، بينما يتعفف المحتاجون في منازلهم بانتظار سؤال الناس عنهم، موضحاً أن الجمعيات ال610 الموجودة في السعودية، تتشابه أدوارها كثيراً، ولا تلبي الحاجات كافة»، موضحاً أن معظم الحالات والمشكلات الإنسانية التي يتلقاها البرنامج تتلخص في تأمين السكن وتوفير العلاج. وعلى رغم أن الرديني خاض تقديم تجربة تعد الأولى من نوعها في الفضائيات والتي تسلط الضوء على الشأن المحلي بتخصص برنامجه كاملاً في المجال الإنساني والخيري، إلا أنه يؤكد أن لديه الرغبة في تكرار التجربة، «ولكن بشكل مختلف من خلال الاهتمام بمشاريع الشبان والشابات الصغيرة والمتوسطة، والبحث عن من يتبناها من رجال الأعمال، إضافة إلى التركيز على طرح المشكلات الإنسانية من المنظور العام لحلها من الجذور، إلى جوار عرض حالات إنسانية واجتماعية سعودية تحتاج الدعم»، مبيناً أن برنامجه المستقبلي سيتضمن «طرح قضايا المسؤولية الاجتماعية في ظل عدم إدراك وسائل الإعلام بأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها المهم والفاعل في المجتمع».