في مقال كتبه لصحيفة الوطن يوم الخميس الماضي تحدث عضوان الأحمري بشغف عن نظرية «الأبواب المفتوحة»، وقال فيها ما لم يقله «ستيفن هوكينج» في الكون. لكن ما لا يستطيع عضوان قوله عند حديثه عن هذه السياسة، أن وزير الخزانة الأمريكي «سيئ» لأنه لا يضع هذه الطريقة ضمن خططه ويقابل المواطنين أثناء فترة عمله. وكذلك لا يستطيع السخرية من «رئيس الوزراء البريطاني» لأنه لا يخصص وقتا يوميا لاستقبال المواطنين الإنجليزيين. لأن هؤلاء يعلمون أنهم حين يصنعون نظاما بعقل مفتوح، فإنه يعوض عن الحاجة إلى هدر وقتهم ووقت المواطن بفتح الباب لسياسة «الباب المفتوح». ولأنهم يستوعبون -وهذا ما لا يستطيع عضوان فعله- أن اضطرار المواطن للبحث عن باب مفتوح بسبب «عجرفة موظف» أو «نقطة عمياء في القانون» هو خلل عظيم في النظام، يستوجب منهم استغلال كامل الوقت في إصلاحه بدلا من صرف المسكنات هنا وهناك. ويواصل الزميل عضوان مقاله قائلا «الواهمون بأن أبواب المسؤولين مغلقة لم يكلفوا أنفسهم الوصول أو طرق تلك الأبواب». وهنا بالذات تذكرت جزئي المفضل من رواية جورج أورويل «متشردا في باريس ولندن» حين بدأ بطل الرواية -الذي كان يعمل غاسلا للصحون في فندق وقتها- بالحديث عن الصدق، ليجيبه بوريس زميله غاضبا «أتظن أن لدى غاسل الصحون ترف الإحساس بالشرف؟». ترف الإحساس بالشرف هو ما يدفع الكثيرين للإحجام عن زيارة أبواب المسؤولين، حتى مع علمهم بحجم الظلم الواقع عليهم، وهو نفس الترف الذي لا يستطيع الكثيرون فهمه لذلك يتحدثون عن الاصطفاف أمام أبواب المسؤولين بأريحية. مشكلة حين يتم التعامل ببساطة وسطحية مع قضية عميقة تتعلق بصميم النظام الإداري المسؤول عن إدارة التنمية، فقط للتقرب من أناس معينين، وإغاظة أناس آخرين يقعون على طرف آخر. الأمر الذي بدأت معه معظم الأعمدة الصحفية السعودية تتحول إلى أعمدة حديد تجاري، أو إلى زاوية «للتقبيل» لعدم «عدم التفرغ».