إن بعض المتميزين لا يتحملون الاستمرار في التعليم النظامي لأنهم لا يطيقون الخضوع للتلقين الجامد وتضايقهم غطرسة بعض المعلمين وغباء بعضهم فينفرون من البقاء في الجو المدرسي الرتيب ويلجأون إلى الاعتماد على انفسهم في وقت مبكر من حياتهم ويواصلون اكتشاف الآفاق المجهولة ويتعرفون على قيود النسق الثقافي الذي يتبرمج به الاكثرون فيتعهدون أنفسهم بالانفكاك من هذه القيود والتخلص من هذه البرمجة ويتحملون مسؤولية البحث عن الحقيقة المطمورة ويجتهدون في الالتزام بها.. ولقد كان المبدع الانجليزي جورج اورويل واحداً من هؤلاء المتميزين الذين نفروا من الجو المدرسي الخانق فأفلت مبكراً من قوالب البرمجة المدرسية واتاح له هذا الاستقلال الذهني المبكر ان يكون نفسه بنفسه فبقي خارج اطواق السائد وتمكن بذلك من ان يرى الاوضاع على حقيقتها دون تزويق او تزييف فصار مبصراً لعيوب المألوف وناقداً له ودافعاً الى تحسينه بدلاً من ان يكون مندمجاً اندماجاً أعمى فيه.. لقد توقف جورج اورويل في الدراسة النظامية عند المرحلة الثانوية ولم يلتحق بالجامعة فبجهده الشخصي المستقل وباهتمامه القوي المستغرق في القضايا الانسانية اصبح من اكثر المبدعين شهرة في القرن العشرين ومن أشدهم تأثيراً في هذا القرن الزاخر بالابداع والانجاز وكان موضع اعجاب واحترام الكثير من المبدعين والمثقفين والنقاد والقراء والمهتمين بالشأن الانساني الى درجة جعلت الفيلسوف البريطاني الفريد ايير يقول عنه: «هو واحد من هؤلاء الناس الذين اذا شعرت بأنهم يحسنون الظن بك أحسنت الظن بنفسك» او كما يترجمها جلال أمين مرة اخرى: «انه واحد من هؤلاء الناس الذين اذا اعتقدت انهم يقدرونك زاد تقديرك لنفسك» وحسبك هذا الاطراء من فيلسوف كبير وهو اطراء يوافقه عليه الكثيرون في الغرب والشرق فنحن اذن امام شاهد قوي من شواهد (نظرية عبقرية الاهتمام) فرغم انه اثناء كتابة رواية (العالم عام 1984) كان مصاباً بمرض السل والح عليه الاطباء بالراحة وعدم اجهاد نفسه لكن اهتمامه القوي المستغرق بالشأن العام جعله يرفض هذه النصائح ويواصل العمل المرهق لانجاز الرواية ثم مات بعد سنتين من انجازها!!! فاهتمامه بالوضع الانساني ورغبته العارمة في الاسهام في تحسين هذا الوضع قد تغلبا على غريزة حب الحياة.. أما الاهمية الكبيرة لأحكامه التي اشار اليها الفيلسوف فتعود الى انه من أشد المفكرين اهتماماً بقضايا الانسان وانه يتحرى الحقيقة بحرص وعناية وانه من أعمق المبدعين معرفة بمصدر الخلل في الاوضاع البشرية وانه يلتزم بمبادئ انسانية مثالية ويعيش هموم الناس ويتألم لمعاناتهم ويحاول جاهداً ان يسهم في اصلاح شأنهم انه من المثقفين المهمومين بتحرير الانسان من التسلط وتخليصه من الفقر وانقاذه من اغلال الامتهان والتمييز والتهميش انه يستنفر فردية الانسان لكي لا يستكين للدمج القسري والبرمجة التي تطمس فرديته وتستهين به وتلغي قيمته الذاتية وتحيله الى وسيلة متذبذبة القيمة حسب الحاجة فآراء جورج اورويل قد اكتسبت هذه الاهمية الكبيرة لانه اولاً يقوم بمرافعة مثيرة وساخنة وصادقة عن الانسان أياً كان هذا الانسان وفي أي مكان وجد ولأي مذهب انتسب وانه ثانياً لا يتحدث إلا عن خبرة عميقة او ملاحقة مباشرة وانه ثالثاً لا يصدر الاحكام اعتباطاً وانما يقيم بأمانة ونزاهة وانه رابعاً لا يتزلف ولا يهادن ولا ينافق بل يقول ما يعتقد انه صواب.. إن جورج اورويل مفكر سياسي ومبدع روائي وناقد اجتماعي وكاتب مقالة فذ ومناضل مبدئي فلا يقبل الاستمرار في موقع تخرق فيه المبادئ فلقد هجر طبقته الاجتماعية المتعالية وعاش مع الفقراء والمسحوقين وغير اسمه المنتمي الى الطبقة الوسطى واستبدله باسم شعبي يشيع استخدامه في الطبقات الفقيرة كما ترك وظيفته العسكرية في بورما احتجاجاً على وطنه بريطانيا حينما كانت تستعمر الهند وبلداناً اخرى في النصف الاول من القرن العشرين كما تخلى عن وظيفته المدنية للمشاركة تطوعاً في النضال ضد فاشية فرانكو في اسبانيا واصيب برقبته بطلق ناري وجرح جرحاً بليغاً كاد ان يذهب بروحه ورغم هذه التضحيات فإنه في كل مرة يكتشف الخداع والزيف والغدر والخيانة والعدوان حيث يرى الاهواء الهوجاء تسيطر كما يرى المبادئ العظيمة تنتهك فينصرف عما ظنه سعياً في خير الجميع ويبحث عن نشاط جديد يكون احرى بالصدق واقرب الى الحقيقة.. وكالعهد بالطغاة والمستبدين في كل العصور وعند كل الامم فإن ستالين واتباعه قد اغضبهم استقلاله الفكري وارعبهم نقده اللاذع فأوعزوا بقتله مما اضطره الى الهروب من اسبانيا ولكنه ظل يواصل نقده الحاد للطغيان ويحذر الانسانية من المصير المظلم او الاكثر اظلاماً اذا هي سمحت للطغاة بالتمادي في كبت الفكر وقهر الرأي والانفراد بالقرار.. إن جورج اورويل يعتبر ان الطغيان السياسي هو الآفة الاولى في الحياة البشرية لانه يذل الناس ويلغي عقولهم ويطمس فردياتهم ويفسد لغتهم وتنقلب المفاهيم والمعاني الى ضدها ويبرمجهم على القبول التلقائي والاستسلام المهين فيفقد الانسان امتيازه الذي خصه الله به وبهذا التدجين والطمس والالغاء تضمر قابليات الانسان العظيمة وتستفحل قابلياته السيئة ويتوقف نمو المعرفة وتتراجع الحضارة كما ان اورويل يستهجن الانتفاش الاستقراطي ويحتقر الطبقات الطفيلية ويتعاطف مع الكادحين ويدافع عن المظلومين وينحاز انحيازاً كاملاً للفقراء وينفر من المظاهر الفارغة ويمقت النفاق ويحرص على الوضوح ويؤمن بالمساواة الانسانية امام القانون وفي تكافؤ الفرص ويرمي بنفسه بمواقع الخطر من اجل هذا الايمان.. وبسبب هذا التعاطف القوي مع الفقراء تحمس في مراحل حياته الاولى للاشتراكية ودافع عنها بفكره وقلمه وخاض المخاطر من اجلها ولكنه اكتشف ان القابضين على زمام السلطة في المعسكر الاشتراكي لا يعنيهم من أمر المعوزين إلا الوصول الى السلطة فالثورة البلشفية التي وعدت الفقراء بالرخاء لم تقدم لهم سوى المزيد من البؤس والطغيان والرعب والدكتاتورية المفسدة للحياة فصار الوضع الانساني داخل الستار الحديدي يسير نحو الاسوأ في انحدار سريع وفظيع هوت به قيمة الانسان الى الحضيض فالاغنياء يفتقرون اما الفقراء فيزدادون فقراً واما شروط الحياة الانسانية الكريمة فمعدومة فالفرد يذاب في القطيع فلا هو ادرك الرخاء المادي ولا هو نال حقه في الحرية والكرامة والاحساس بالذات.. إن فجيعة جورج اورويل بالحل الاشتراكي هي التي دفعته الى كتابة روايته (مزرعة الحيوان) ففي عهد ستالين تحول الاتحاد السوفييتي الى موطن للرعب الفظيع والدكتاتورية المخيفة فرأى جورج اورويل ضرورة التصدي للطغيان الستاليني وتعرية الممارسات القمعية البشعة وادرك بأن مشاكل الفقر لا يمكن حلها بالطغيان والاستبداد وان هذا الحل قد آل الى مفاقمة الفقر والى ما هو أسوأ من الفقر حيث يفقد الانسان انسانيته وتهدر كرامته.. ثم جاءت روايته (1984) مرافعة عاصفة ضد الطغيان واحتجاجاً صارخاً ضد امتهان الانسان واهدار كرامته وسلب حرياته وقد احدثت هذه الرواية وقت صدورها دوياً شديداً على كافة المستويات السياسية والادبية والفكرية وظل هذا الدوي يتزايد مع مرور الزمن حتى اصبح عالم الظلم والقهر والاستبداد والحروب والرقابة والتسلط والتجسس والتنصت الذي تخيله ووصفه اورويل بهذه الرواية عالماً مرتبطاً باسمه فيوصف بأنه (عالم جورج اورويل) انه العالم الذي يستلب فيه الانسان من ذاته وتهدر كرامته وتقمع حريته ويرغم على ان يستسيغ القهر وان يستطيب الظلم بل وان يعتاد على ذلك كله فينظر اليه بوصفه امراً طبيعياً لا يخطر على باله ان يفكر بأي بديل.. إن أميز ما يميز المثقف الحقيقي الملتزم بالمبادئ الانسانية انه يهتم بالكثرة المنقادة ويدعو الى تحرير الاكثرية من الظلم والطمس والابتذال كما يدعو الى الارتقاء الاخلاقي للقلة القائدة وضبط تصرفات الممسكين بزمام السلطة لتكون السياسة في خدمة الناس لا ان تتسلط عليهم وتخيفهم انه يكره الظلم ويدافع عن المظلومين ويمقت الظالمين والطغاة والمستبدين ويعلن الحقيقة مهما كانت مرة ولقد كان جورج اورويل متصفاً بهذه المزايا وملتزماً باستكشاف الحقيقة والجهر بها ولكنه امتاز ايضاً بجذب اهتمام الساسة وغيرهم الى الادب عموماً والى الاعمال الروائية خصوصاً فرواياته لا تقرأ للتسلية وانما لاكتشاف حقيقة الطبيعة البشرية وفهم الاوضاع السياسية والاجتماعية كما امتاز بجذب العامة الى الاهتمام بالسياسة وحثهم على فهم اساليبها وادراك ما يترتب على هذه الاساليب من اضرار او منافع وما ينبغي ان يعوه عنها وما يجب ان يتخذوه من مواقف معها او ضدها وفقاً لموقفها منهم.. لذلك يرى جلال أمين في كتابه (شخصيات لها تاريخ) بأن جورج اورويل كان ضمير القرن العشرين ويقول: «ان صانعي القرن العشرين كثيرون من ستالين وهتلر الى آينشتاين وبيكاسو ولكن قليلين هم من عبّروا عن ضمير القرن: الذين كرهوا العنف وشجبوا الحرب ووقفوا الى جانب الفقراء واحتقروا الكذب والدعاية السياسية وغضبوا لأي مساس بكرامة الناس ولم يروا أي مبرر للتمييز بين الابيض والاسود او لتفضيل الاوروبي على الآسيوي او الافريقي او للرجل على المرأة وحلموا بمستقبل جميل للجميع وعبّروا عن كل ذلك بفصاحة مؤثرة وفعالة ان هؤلاء هم ضمير القرن العشرين ولابد ان يأتي جورج اورويل قريباً جداً من رأس القائمة...» ان صناعة التاريخ قد تدفع الانسانية نحو الأسوأ كما هو شأن ستالين وهتلر او نحو الافضل كما هو شأن آينشتاين واورويل فهذا الاخير كان مهموماً بالوضع البشري عامة وكان يرعبه اخطبوط السلطة وكان يرى ان العلوم والتقنيات سوف تتيح للدول المتسلطة ان تسيطر بوسائل الدعاية والإعلام والرعب والتجسس على عقول الناس ومشاعرهم وان تحدد اهتماماتهم فتوجههم للاتجاه الذي تريده وبذلك يفقدون فردياتهم ويتحولون الى قطيع متجانس فاقد لأية قدرة على الابداع وكما قال انطوني بيرنز في كتابه (عالم جامح): «توقع الروائي جورج اورويل مجتمعاً جامداً نكون فيه مجرد اجزاء صغيرة في آلة اجتماعية وبيئية ضخمة» وكان الاتحاد السوفييتي في عهد ستالين هو النموذج العالمي الاكثر تجسيداً للطغيان السياسي والدمج القسري للفئات والاتجاهات والافراد.. إن جورج اورويل بعد الحماسة الشديدة للاشتراكية فجع بمسار تطبيقها فبات يعتقد انها بسبب كبت الفكر وقمع الرأي قد انصرفت عن هدفها الى ضده وهذا هو مصير كل التعاليم العظيمة بما في ذلك الشرائع الالهية اذا جرى توظيفها لأهواء السياسة وتقلباتها الجامحة ولا يمكن تجنب هذا الانحراف الخطير إلا بآلية المراجعة والتصحيح فالشفافية والوضوح والمصارحة هي الضمان الوحيد للالتزام ان النقد المستمر للواقع هو شرط الالتزام الحقيقي بالمبادئ وهو آلية الارتقاء واذا اختفى النقد وتوقفت المراجعة فإن اعظم التعاليم وأجود الافكار تصبح قيوداً على الحياة بدلاً من ان تبقى حوافز لها وهذا هو الذي حصل في الاتحاد السوفييتي وبقية المعسكر الشيوعي حيث عم القمع فتجمدت الافكار ومن هنا جاء ذلك السقوط المدوي.. لقد كرس اورويل نشاطه لغايات رئيسة: الاولى الدفاع عن الفقراء والدعوة لحل معضلة الفقر والثانية هدم الاسوار الجائرة التي تفصل الطبقات الاجتماعية والثالثة الدفاع عن حريات الانسان والحفاظ على كرامته والرابعة الارتقاء بوعي العامة ليروا الاشياء كما هي ويدركوا الاعيب السلطة ويتمسكوا بحقوقهم ويعرفوا بالمقابل واجباتهم ويلتزموا بأدائها على الوجه الاكمل بالقدر المستطاع وهو يرى ان مهمة الكاتب: «ان يدفع العالم باتجاه محدد وان يبدل فكرة الآخرين عن المجتمع الذي ينبغي ان يكافحوا من اجله» والخامسة تأنيس او انسنة السلطة وتحويلها من غاية الى وسيلة ومن الاعتماد على الاخضاع الى الاعتماد على الاقناع وقد كتب يقول: «قصارى ما أردت القيام به هو ان أجعل الكتابة السياسية فنا» لقد كان يأمل من الاشتراكية ان تحل معضلة الفقر دون ان تنتقص من حريات الناس او تمس الكرامة الإنسانية وان تهتم بتثقيف الناس تثقيفاً أميناً لكنه فجع بها حين رآها تسلب الناس حرياتهم وتبرمجهم على الرضا بهذا الاستلاب وتنشغل بالحفاظ على السلطة وتفقر الاغنياء وتزيد فقر الفقراء وبذلك ضاعفت اسباب البؤس الانساني.. لذلك فإن المثقف السعودي عزيز ضياء رحمه الله حين قام بترجمة رواية اورويل (العالم عام 1984) فإنه كان يرى اهمية ان يطلع العرب على هذه الرواية التي تشخص الداء البشري الاكبر لانه يرى بأن ما تتحدث عنه الرواية ينطبق على جمهوريات الخوف في العالم العربي اكثر مما ينطبق على أي مجتمعات اخرى بل انه يرى ان الوضع الانساني في المجتمعات العربية أسوأ بكثير مما حاولت الرواية وصفه والتحذير منه ليؤكد بأنه رغم فظاعة الطغيان الذي يصفه جورج اورويل في روايته إلا ان الرواية بتفاصيلها المرعبة تتسم بشيء من الانسانية قياساً بما عاشه الانسان العربي تحت طغيان جمهوريات الخوف ويتخذ عزيز ضياء من العهد الناصري بمصر نموذجاً على ذلك الرعب المميت للضمير والمبدد للفاعلية والمستهلك للعقل والمفسد للأخلاق ولكن اذا قيس طغيان العهد الناصري بطغيان صدام حسين فإنه يبدو انسانياً ورحيماً ويتسم بشيء من الاستقامة والنزاهة والشرف.. في عام 1984 هب العالم يقارن بين واقع الدنيا وما تخيله لها جورج اورويل وعمت عنه وعن فكره وفنه الندوات والدراسات والمقالات والنقاشات الاذاعية والتلفازية وتحويل رواياته الى افلام واشتركت الجامعات في هذه الحفاوة وأسهم الاكاديميون في هذا الاهتمام العام واقيمت له التماثيل وجمعت كتاباته ونشرت اعماله الكاملة في عشرين مجلداً واستمر الاهتمام به حتى بلغ ذروته عام 2003م بمرور مائة عام على ولادته.. لقد هاجمه اليساريون والشيوعيون لانه فضح الحكم الماركسي الشمولي وخاصمه المحافظون والرأسماليون لانه هاجم التمييز الطبقي وحارب العنصرية ودعا الى المساواة وانتقد الشراهة الرأسمالية ولكنه ظل محوراً لاهتمام كل الاطراف: دراسة واحتفاء او هجوماً وتقويضاً.. وصدرت عنه دراسات تفصيلية ضافية تناولت كل مراحل حياته ونشاطه وتحولاته وفكره ومواقفه وفنه شارك فيها اكاديميون ونقاد وباحثون نذكر منها كتاب (جورج اورويل: سيرة حياة) لأستاذ العلوم السياسية البروفيسور برنارد كريك وقد ترجمه ممدوح عدوان ويبلغ (638) صفحة كما صدرت عنه كتب عديدة لأكاديميين وباحثين ونقاد وكتّاب متنوعي الاتجاهات كما اعتبره فرانسوا شاتليه وزميلاه في كتابهم (معجم المؤلفات السياسية) من أبرز المنظرين في الفكر السياسي.. ولأن الحيز المتاح للمقال لا يتسع للمزيد نكتفي بهذا ونعيد التذكير بأن هذا المفكر المبدع الذي شغل الدنيا لم يتجاوز في الدراسة النظامية المرحلة الثانوية لكن الاهتمام القوي المستغرق مكنه من ان يحقق كل هذه الانجازات وان ينال كل هذه الشهرة وان يكون له كل هذا التأثير العالمي وهذا شاهد قوي من شواهد نظرية (عبقرية الاهتمام) وقد مات ولم يتجاوز في عمره السابعة والاربعين قضاها في الكفاح والاعتماد على النفس وعانى من الفقر والجوع والتشرد كما عانى من المرض الطويل فقد اصيب بالسل عام 1938م ولازمه المرض حتى مات عام 1950م ولكن كل ذلك لم يوهن عزيمته ولم يصرفه عن نشاطه ورفض الانصياع لتعليمات الأطباء والتخلي عن نشاطه لانه أراد حياة تبقى بعده لا حياة تنتهي بموته..