يعتقد بعض البسطاء من الصحفيين ومتابعي البرامج التليفزيونية الرمضانية، أن الأعمال الفنية تهدف إلى خدمة الفن الراقي وتقديم المفيد والممتع وما علموا أن الهدف الأول تجاري بحت، حيث يسعى مقدمو هذه البرامج والمسلسلات إلى الحصول على أكبر قدر ونسبة ممكنة من كعكة موازنة هذه الأعمال التي ترصدها القنوات لجلب المزيد من الإعلانات التي تغطي أحيانا هذه الكلفة. ولعل المثال الأكثر وضوحا على العملية التجارية فيما يسمى الأعمال الفنية هو مسلسل أو برنامج «طاش ما طاش» لناصر القصبي ورفيقه عبدالله السدحان... وعلى الرغم من تلاشي القيمة الفنية للعمل وافتقاده لأدبياته منذ أعوام وتحوله إلى عمل ارتجالي مسلوق ومطالبة الكثيرين بتوقفه لانعدام قيمته الفنية، إلا أن أصحابه مصرون على الاستمرار، بل ويحاولون اللعب على الثنائية الوهمية / الليبرالية / المحافظين....وسيستمر الثنائي في تقديم البرنامج لا لشيء إلا أنه يدر عليهما دخلا موسميا لا يقل عن أربعة ملايين دولار عدا ونقدا... لذلك فليصمت المطالبون بإيقافه أو تعديل مساره... فالعمل يكتب ويقدم ارتجالا كما ترغب القناة التي تبثه.. كما أن القناة ليست مهتمة بتقديم عمل فني راقٍ.. لكنها ببراجماتية تستغل شهرة القصبي والسدحان لجذب الشركات والبنوك والمؤسسات التجارية لتقوم ببث إعلاناتها في ثنايا العمل لتحقق المزيد من الأرباح حيث ترتفع دقيقة الإعلان في وقت الذروة إلى مبالغ خرافية. لقد حمدنا للقناة الأولى في التليفزيون السعودي أن تخلصت من هذا العمل البائس المكرر المسلوق والمكلف مبلغا ضخما، لكن وعلى رأي المثل «يا فرحة ما تمت» حيث بلغني أن المسلسلات البديلة والارتجالية المسلوقة بغباء يصرف عليها موازنة ضخمة قد لا تقل عما كان يدفع لثنائي طاش. حاولوا أن ترصدوا تحركات بعض الممثلين والكومبارس من وإلى مبنى التليفزيون قبل رمضان بفترة.. وخصوصا من قاموا بفتح مؤسسات إنتاج فني على الورق.. للحصول على اعتمادات برامج أو مسلسلات بمئات الآلاف لأعمال لا تكلف 20 أو 30 ألفا... بربكم ماذا يسمى هذا؟