ها هو الضيف قد حل، ومضت من أيام إقامته خمسة متسارعة، خمسة من عشرة الرحمة، تعرض فيها لنفحات رحمة ربه من تعرض، وحرم التوفيق فيها من حرم. «انتكاسة رمضان» حالة يعيشها كثير من شبابنا وشاباتنا، فهو ضيف آت في وقت حرج، بعد جهد جهيد في الدراسة، وفترة «نقاهة» مختزلة، وتتلوه أيام عيد توجب الاستعداد لها بما لا يصل الأسواق إلا في رمضان. رمضان.. من نهاره نوم، وليله سهر، ولا يحلو به السمر دون قائمة مليونية من المسلسلات التي لا يسعها نهار رمضان ولا ليله، والتي ستكرر حتى «تحفظ» بعد انقضاء الشهر. إذا لم تحمسنا الأنفس للطاعات، وراودنا التكاسل والملل، فلا أسهل من أن دقائق نمضيها أمام قناة القرآن السعودية، نستحي فيها من منظر كهل يتحامل على نفسه لأداء الصلاة، أو طفل لم يثنه صغره ولهوه عن مجاورة أبيه، أو عبرة حارة عرفت أين تسكب. لو استوعبنا معنى «الفرصة» التي نشعر بها أيام التخفيضات في المحال، وإعلانات الوظائف الشاغرة، وغيرها من الفرص التي تردنا، لاستشعرنا معاني عظيمة في كون دقائق شهرنا هذا فرصا لن تتكرر، ومواسم للخيرات والبركات قد وقد لا تعود، فأحداث مسلسل أو جائزة فوازير لا تؤثر على إجابة دعوة صادقة بجوف الليل. في سير صالح السلف خير دافع للاجتهاد والاستزادة من العمل، وسيرة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، القدوة الأمثل والصراط الأقوم، وكما مرت الخمسة ستمر العشرة، وستدنو أيام «شد المأزر».. فهل من مشمر؟