شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هذا الشهر الكريم الذي ننتظره بفارغ الصبر، من عام إلى عام، فهو الذي نتعلم فيه معاني الصبر، ونتدرب فيه على مفردات الكرم، ونتذوق فيه لذة المناجاة، ونتسابق فيه إلى الخيرات، فهذا الشهر أوله بشائر، وأوسطه بشائر وآخره بشائر، فكله بشائر في بشائر، فالكرم الرباني يتجلى في هذا الشهر بكثرة الرحمات، ومضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات، واستجابة الدعوات، وقبول التوبات، فأهلا بك يا رمضان، يا شهر الغفران يا من تقربنا للرحمن، أهلا بك يا رمضان ضيفا عزيزا كريما، حبيبا إلى نفوسنا. إننا بحاجة إلى وقفة مع أنفسنا منذ بداية الشهر الكريم، حتى نستثمره الاستثمار الأمثل، خاصة مع كل الملهيات التي تحاصرنا، وبظني أن الفرد عليه جهد مضاعف هذه الأيام، فهو مع إقباله على الطاعة يحتاج إلى تحصينات ودعامات متينة حتى يتخلص من الأشواك والحواجز التي يضعها قرناء الشيطان، والذين ينوبون عنه في هذا الشهر الكريم، والعجيب أن إبليس وأعوانه يخططون لاستغلال هذا الشهر، فكيف لا نحاول أن نستغل هذا الشهر ولو من خلال أشياء بسيطة نداوم عليها، ونحافظ على رمضاننا من خلالها، فنحن ربما لا ندرك أبعاد ابتسامة في وجه فقير، أو صدقة تصل إلى يد مسكين، أو حتى مساهمة في الخير ومساندة لأهل الخير، وأبواب الخير اليوم ليست مقتصرة على شيء دون شيء، بل هي مشرعة أمام الجميع، وتنتظر من يبادر لينال الأجر العظيم. أسأل الله الواحد الأحد، المتفرد بربويته، رب كل شيء ومليكه، أن يجعلني وإياكم من صوام وقوام هذا الشهر المبارك، وأن يجعلنا جميعا من المقبولين المرحومين اللهم آمين. * لاعب دولي سابقا وداعية إسلامي