حذر المستشار الاقتصادي فادي العجاجي من خطر مزاحمة الاستثمار الأجنبي للقطاع الوطني الخاص، بعد احتلال المملكة المركز الأول عربيا كأكبر دولة مضيفة للاستثمارات الأجنبية، وشدد على عدم فتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمار الأجنبي؛ كي لا يتم الوقوع في حالة ما يعرف في علم الإدارة الحديث ب «أكل لحوم البشر» أي الحالة التي يتحقق فيها نجاح الاستثمار الأجنبي على حساب الاستثمار الوطني. وقال العجاجي «ينبغي أن يكون الهدف النهائي هو جذب الاستثمارات الأجنبية المنتخبة التي تحقق أعلى قيمة مضافة ممكنة للاقتصاد السعودي من خلال المساهمة في خلق الفرص الوظيفية للمواطنين، واستيراد وتوطين التقنية الحديثة». وفيما يخص التصنيف الحديث للمملكة، أكد أن المملكة منذ عدة أعوام، تحتل المرتبة الأولى عربيا كبيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي بكل أنواعه، وتوقع أن تحافظ المملكة على هذه المرتبة لعدة أعوام قادمة. وأضاف العجاجي: «المملكة هي الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين (G20) التي تضم أكبر 20 اقتصادا في العالم، وفي مجلس الاستقرار المالي الذي حل محل منتدى الاستقرار المالي، وفي لجنة بازل المصرفية». وأكد المستشار الاقتصادي أن المملكة تجاوزت مسألة تطبيق المعايير الدولية التي تضعها المنظمات العالمية إلى المشاركة في إعداد وصياغة هذه المعايير، كذلك فإن المملكة الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي. وأضاف «سعت المملكة منذ عام 2005 إلى تحسين بيئتها الاستثمارية؛ تحقيقا للهدف المعلن وهو وصول المملكة إلى مصاف الدول العشر الجاذبة للاستثمار». يذكر أن المملكة تعد أكبر دولة مضيفة للاستثمارات المباشرة بتدفقات بلغت 28.1 مليار دولار وبحصة بلغت 42.5% من الإجمالي العربي؛ وفقا لتقرير الاستثمار العالمي للعام المقبل، الذي أطلقه مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية «انكتاد» بالتعاون مع المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات «ضمان». وحلت السعودية كذلك حسب التقرير في المرتبة الأولى عربيا كأكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة بتدفقات بلغت 3.9 مليارات دولار وبحصة 26.8% من الإجمالي العربي، تلتها الكويت في المرتبة الثانية بقيمة 2.1 مليار دولار وبحصة 14.2%، ثم الإمارات في المرتبة الثالثة بقيمة 2.0 مليار دولار وبحصة 13.8%.