بلا شك أننا نضع آمالا كبيرة على منتخبنا الشاب المشارك في كأس العالم التي انطلقت أمس في كولومبيا، ليس في تحقيق نتائج جيدة في المنافسة العالمية فحسب بل في إنقاذ الكرة السعودية من الانخفاض الشديد في مستوى المواهب الكروية.. وضخ دماء شابة جديدة لملاعبنا التي عاشت أعواما تحت وطأة أشباه اللاعبين الذين لا يستحقون المشاهدة.. فالأمل معقود بالله أولا ثم بهؤلاء النجوم الشباب الذين يملكون الموهبة.. لكنهم يحتاجون إلى الاستثمار الأمثل والرعاية الحقيقية والمحافظة عليهم تحت إشراف مدربين لهم قيمتهم العالية في عالم كرة القدم ويدركون أدق التفاصيل والمتغيرات في فن التدريب والمنهجيات الرياضية، أما أن نكتفي فقط بمراقبتهم وهم يهجرون الكرة واحدا تلو الآخر.. فهذا لن يغير من واقع حالنا شيئا..لأن ذلك سبق أن حدث مرات عديدة في تاريخ الرياضة السعودية.. ليس أقربها ما حدث لمنتخب الشباب الذي شارك في كأس العالم بالإمارات 2003 وقدم كرة قدم حقيقية مع الأرجنتيني كارلوس باتشامي الذي أكد حينها أن هؤلاء النجوم هم من يجب الاعتماد عليهم في كأس العالم 2006،.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث.. فقد تفرق هؤلاء النجوم.. وعاشوا شتاتا وضياعا حقيقيا لمواهبهم.. ولم يبق منهم إلا أسامة المولد وأحمد عطيف في تشكيلة الأخضر الحالية.. ولأن ما قاله باتشامي يمكن أن ينطبق الآن على عناصر منتخبنا الشاب.. فإنني أود أن أوجه تساؤلاتي للمسؤول عن منتخباتنا محمد المسحل.. هل سنشارك في كأس العالم 2014 ب«محمد نور ورفاقه» الذين تجاوز أغلبهم حاجز الثلاثين..أم ماذا؟، وهل سينتهي «عطيف والعوفي والفهمي والنصار والآخرون» مثلما انتهى ناجي مجرشي وسعد العبود ومسفر القحطاني والصويلح وعبدالله الدوسري وعبده حكمي؟، أم أننا استفدنا من أخطاء الماضي.. ولم يعد هناك مجال للخطأ؟، ثم لماذا لم يشر «فرانك ريكارد» تصريحا أو تلميحا بأنه سوف يتابع هذا المنتخب الشاب؟.. وأنه سيكون محور اهتمامه..على الأقل ليسجل ولو شفهيا تغيرا في المنهجية..على الرغم من أنني لا أتوقع ذلك في المستقبل القريب.. ما دام المسحل انشغل عن ذلك بتعليق منصب رئاسة البعثة السعودية لحين وصوله..!