على غير العادة، وفي خطوة سابقة لم يشهد لها مثيلا، اختار محبو قراء مدينة جدة هذه المرة إقحام القراء وأئمة المساجد ضمن الحملات التسويقية التي يروج لها عبر الإنترنت، واختاروا أن تكون فترة التسويق في وقت مبكر قبل دخول رمضان، حتى يتمكنوا من نشر أخبار القراء وأماكن تواجدهم ليحرص الناس على الصلاة خلفهم بكل يسر. ولم يتوقف البعض عند محاولة وضع اسم القارئ والمسجد المفترض أن يتواجد فيه خلال شهر رمضان، بل تعدى الأمر إلى أن بادر البعض الآخر بإنشاء دليل شامل ومرجع موثوق، لقراء محافظة جدة ومساجدهم التي سيصلون فيها خلال شهر رمضان لهذا العام. غير أن هذه السنة، بحسب القائمين على الحملة، تختلف عن بقية السنوات فبعض القراء لن يصلوا نهائيا، وبعضهم سيصلون خارج المملكة في بداية شهر رمضان المبارك، ثم لهم عودة لإكمال ما تبقى من الشهر في جدة، وبعضهم سيصلون التراويح في مساجد غير التي كان يصلي فيها أئمة في الصلوات المفروضة طوال السنة. وجاءت هذه الحملة رغبة من محبي هؤلاء القراء، طربا واستمتاعا بأصواتهم الندية، وهم يتلون القرآن الكريم، خصوصا أن كثيرا من الشباب يؤدون أداء صلاة التراويح كاملة غير أن البعض ينفر من هذه المساجد بسبب الصوت غير الحسن، وفي نفس الوقت لا يعرفون أماكن القراء الجيدين. ويعترف أحد الشبان: «كنت أصلي التراويح كثيرا في مسجد الحي الذي أسكن فيه، غير أني لا أستطيع إكمالها كل يوم بسبب أن صوت إمام المسجد لا يروق لي، وأخبرني أحد أصدقائي بمسجد الشيخ توفيق الصائغ فصرت لا أفوت عنده الصلاة يوما واحدا». قائمة القراء وتضمنت القائمة التي وزعت على كثير من المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 46 قارئا من أصحاب الأصوات الحسنة في مدينة جدة، ما بين قراء مشهورين وآخرين مغمورين، أو بالأحرى لم يمتد صيتهم، وينتشر صيتهم على كافة الأحياء، غير أنهم يلتقون معا في حسن الصوت والأداء. وتصدر القائمة القارئ المعروف الشيخ توفيق بن سعيد الصائغ الذي سيصلي في جامع الأمي بشارع التحلية، كما جاء كل من القراء الشيخ عبدالله بصفر، إدريس أبكر، نبيل الرفاعي، خالد عبدالكافي، عبدالعزيز الزهراني، علاء المزجاجي، محمد الغزالي، شيخ الشاطري، عامر المهلهل، عماد المنصري، عبدالولي الأركاني، في طليعة القراء المعروفين. ولم تخل القائمة بين طياتها من قراء آخرين يتمتعون بحسن الأداء وجمال الصوت وجاء منهم محمد البيتي، حسين الجفري، عمرو باكير، عبدالعزيز الدريويش، محمد حوى، عبدالله السليمان وغيرهم. وجاء اسم كل قارئ مذيلا باسم الجامع الذي سيصلي فيه والحي الذي يقطن فيه، إضافة إلى أن بعض القراء سيصلون في مساجد متعددة وبعضهم سيقضي نصف رمضان خارج السعودية، ثم يعود في النصف الآخر ليواصل إمامته بالناس في المسجد الذي يتم تحديده. كما أن القائمين على هذه القائمة على تواصل مستمر مع القراء لإخبارهم أولا بأول عن تنقلاتهم في المساجد، أو حدوث أي طارئ، لا قدر الله، حتى يتم إخبار الناس بهذه المعلومات بصورة مباشرة. أسباب الحملة ويعتقد القائمون على الحملة أنها جاءت رغبة في تخفيف الزحام الذي يحصل عند القراء المشهورين، وفتح مجالات أخرى يستطيع من خلالها الناس ارتياد مساجد القراء الآخرين لتخفيف الزحام من ناحية، إضافة إلى أن أصوات هؤلاء القراء مميزة ستجعل البعض يفضلون أصواتهم عن الأصوات الأخرى، وبالتالي سيخف الزحام الذي يحصل كل عام على قراء معينين دون الآخرين. وأوضح أحد المسوقين لحملة التسويق فيصل محمد، أن هذه القائمة لم تكن هي الأولى من نوعها، فقد سبقها حملات تسويقية في الأعوام الماضية: «غير أننا حرصنا هذه السنة للتسويق المبكر للقراء رغبة في فتح المجال أمام المعجبين في التعرف على قرائهم المفضلين، وأماكن تواجدهم خلال الشهر الكريم للصلاة خلفهم، حيث كنا نعاني في السابق وفي كل عام من تغيرات طفيفة على بعض القراء وأماكن تواجدهم، ما يجعلنا في تحديث مستمر لهذه القائمة، كون بعض القراء يتنقلون من مسجد لآخر في كل عام، لذا كان لابد من ضرورة تدعيم هذه القائمة بأسماء قراء آخرين غير مشهورين، وربما نجزم في ظل الواقع بأن هؤلاء القراء سيصبحون يوما ما من أبرز القراء في مدينة جدة إضافة إلى المشاهير». واعتبر محمد أنه: «يجب أن يعترف الجميع بأن هناك أذواقا للناس بالنسبة للقراء، وأن هناك تباينا واختلافا في وجهات النظر تجاههم، مما يجعلنا نحاول جمع هذه القائمة والإضافة أو التعديل عليها بشكل متلاحق، وقد نجد من يعجب بقارئ واحد فقط، وهناك من يعجب بأكثر من قارئ، فهو يفضل أن يصلي في كل يوم عند قارئ بعينه، دون أن يذهب للقراء الآخرين، بعيدا عن معيار الشهرة أو خلافه، في ظل قناعته بارتياحه لهذا القارئ، لذا كان لابد من أن نوفر لهم معلومات كافية عن هؤلاء القراء حتى يتسنى لهذا المصلي الصلاة خلف القارئ الذي يفضله، أو بالأحرى يجد الراحة والطمأنينة في الصلاة خلفهم» .