نشرت «عكاظ» قبل أيام تقريرا حول عزوف الآباء عن تزويج أبنائهم في شهر شعبان، تحت عنوان «الأهالي يرفضون زواج أبنائهم في شعبان خوفا من خطيئة رمضان»، متى إذن يريدون من الشاب أن يتزوج؟ فبطبيعة الحال لا أحد يفضل إقامة حفل زفافه خلال العام الدراسي، مراعاة لأحوال المدعوين على الأقل. وما إن تبدأ الإجازة، وتمر أيام «أخذ النفس» بعد عام شاق، حتى يهل شعبان «شهر العزوف»، ويتلوه رمضان والعزوف فيه من باب أولى! صحيح أن أجواء «شهر العسل» لا تتماشى مع أجواء رمضان المزدحمة، من صيام وإعداد طعام، وتلاوة قرآن وذكر، وصلاتي التراويح والتهجد، إلا أن الشهر «المجاز» الوحيد من بدايته لنهايته، الذي من الجيد استغلاله لمثل تلك المناسبات، لولا تضييق الناس على أنفسهم. ندعو لكل المقبلين بأن يوفقهم الله لحياة سعيدة، ولعل الإحصائيات المهتمة بالشؤون الأسرية، وخاصة قضايا الإعسار والطلاق والفسخ، تدعو أولئك الشباب إلى ضرورة استيعاب المتطلبات الجديدة لتلك الحياة، والتهيئة المناسبة لها. طلب التوفيق من الله، والدعاء، خطوة مهمة يحسن أن تكون الأولى، كما أن العديد من الجمعيات والهيئات الاجتماعية الخدمية لا تقصر في إقامة الدورات للمقبلين، لتعطيهم الأساس الذي هو بمثابة «الكتالوج»، ليعرفوا كيف وأين يضعون اللبنة الأولى في حياتهم، والمهمة في كيان مجتمعهم. نحن من بأيدينا أن نصنع القيود لأنفسنا، أو أن نتقيد بما يمليه علينا فكرنا الجمعي، نحن أيضا من نملك – بعد توفيق الله – الإسهام في أن نحمي براعم بيوتنا الجديدة، وأن نعينهم على التنشئة السليمة لحياتهم القادمة.