برنامجه ليس ككل البرامج فهو متابع بشكل كبير لما يحمله من طرح مختلف كليا عما يقدم من برامج خلال شهر رمضان الكريم، وعلى الرغم من أن الفضائيات تقدم ليل نهار عشرات البرامج المنوعة التي تستهدف ملايين المشاهدين، لكن هذه البرامج جميعها خالية من المضمون، وتلبس قناع الترفيه الذي يختلف من محطة لأخرى، ويختلف باختلاف الشريحة والفئة العمرية، بل عند أخذ جولة في أقرب «ريسيفر» يضم قنوات النايل سات والعرب سات سيجد الباحث أن أغلب هذه القنوات تقدم المسابقات الركيكة والبرامج الغنائية التي تعتمد على الرقص ورسائل ال «إس إم إس» على العكس من النموذج الغربي للإعلام الذي يوزع ويجدول برامجه بحسب الشريحة التي يريدها أن تتابعه، فنجد برامج عن الطبيعة والتقنية والتطور العلمي والرياضة والفن والسينما وجميعها في محطة واحدة، وللأسف كثير من المحطات العربية باتت ترتدي أقنعة فتتلون بحسب الموسم. وإذا أخذنا نموذجا متقدما وجدنا أن المذيع الشاب أحمد الشقيري عبر سلسلة «خواطر» قدم عملا مهنيا جبارا حاز اهتمام الناس بمختلف فئاتهم الفكرية والعلمية وصار متابعا من الصغار والكبار؛ لأن الشقيري في خواطره كان يحاكي العقل ويقدم نموذجا إعلاميا يفوق ما يطرح في الفضائيات المختلفة، لذا حاول بعضهم استخدام النت للهجوم عليه والتقليل من عمله رغم أنه استطاع التفوق على الجميع وورط من حاولوا تقليده في أنهم لم ينجحوا في تقديم أنفسهم كنموذج مضيء مشابه لما يقدمه الشقيري في خواطره طوال أعوام، وأسس لنهج جديد في الإعلام المرئي وهو اختزال المضمون في الطرح المرئي من خلال توقيت محدد لا يتجاوز بضع دقائق بحيث لا يبعث المتابعين على الملل، وأتمنى عبر «فنونكم» أن تصل الرسالة إلى الشقيري في مواصلة النهج وتقديم الأنموذج الذي نطمح إليه جميعا من خلال برنامجه «خواطر» المختلف كليا في الطرح والمضمون. سميرة محمود. مكة المكرمة