فتح قرار تأنيث المحال النسائية الذي صدر أخيرا شهية العديد من الطالبات للعمل في الأسواق والمولات التجارية خلال إجازة الصيف؛ إذ أصبح من المألوف أن ترى فتاة سعودية بائعة في المجمعات التجارية الجداوية سواء كانت كاشيرة أو مشرفة أو موزعة أو منسقة، ولا تعد فرص العمل في المجمعات بالنسبة للفتيات حكرا على من يملكن المؤهلات العلمية والخبرات فقط بل إن بعض المجمعات فتحت أبوابها لطالبات الثانوي والجامعيات في العطلات الصيفية خاصة أن رواتبهن بسيطة ويتسمن بالأمانة وأداء مجهود أكبر في العمل. وفي السيتي بلازا تتواجد فتيات سعوديات عاملات في أقسام مختلفة، وتقول ف – ن التي تعمل بائعة في الأثاث والأدوات المنزلية أنها مازالت تحت التجربة، مشيرة إلى أنها هي وبصحبتها أربع من زميلاتها في الجامعة يعملن في القسم ويساعدهن بائعون من الجنسية الآسيوية وتقول: « قبل أن أسمع بقرار وزارة العمل كنت أنوي مع زميلاتي البحث عن عمل في الفترة الصيفية نتكسب من ورائه ماديا واكتساب الخبرات والحمد لله لي الآن ما يقارب الشهر وتصرف لي مكافأة وإن شاء الله سوف أوفق بين الدراسة الجامعية والعمل». وتواصل قائلة «حقيقة كان للاحتياجات المادية دور أساسي في التوجه للعمل، فالحياة أضحت مكلفة بشكل كبير جدا ولم يعد بمقدور عائلتي توفير التزاماتي ومتطلبات ولابد أن أساهم معهم ولو بالقليل أو على الأقل أصرف على نفسي. وعن نظرة المجتمع للأسف المتدنية للفتاة العاملة تقول: «لا تهمني نظرة البعض للفتاة العاملة في المولات فأنا لا أجد في ذلك حراما أو عيبا، ومن المفترض أن العمل عبادة، وكم شعرت بسعادة حين استلمت الراتب»، موضحة أن المعاكسات والتحرشات نادرة جدا لوجود حراس الأمن في المجمع. في حين ذكرت زميلتها – سارة – أنها تفتخر بأنها من اللائي كسرن القيود المكبلة للمرأة: «تجربتي لا تختلف عن زميلتي فأعمل ثماني ساعات، مشيرة إلى أنها وجدت صعوبة وقلقا في بادئ الأمر من قبل نظرات زوار المجمع والمتسوقين ولكن سرعان ما تخطت ذلك بدعم مسؤولي المجمع ومساعدة عائلتها وعن مرتبها قالت 3300 ريال. وذكرت أميرة في مجمع عزيز مول أنها تدرس المحاسبة وتريد اكتساب خبرة خلال الإجازة الصيفية، وتعلق «ما إن فتحوا المجال للفتيات بالعمل تحدثت مع عمى عن رغبتي في العمل في الفترة الصيفية، وأقنع والدي والحمد لله أن أعمل ما يقارب ست ساعات يوميا في أوقات النهار أحصل على راتب جيد بدلا من الجلوس أمام النت «موضحة أن لديها زميلة من نفس المدرسة تعمل بائعة في ملابس وأحذية نسائية في مجمع تجاري». وفسر ماجد الحكير مشرف في أحد المجمعات التجارية بجدة إقبال الفتيات على العمل بالضوء الأخضر الذي منحته وزارة العمل لتأنيث المحال النسائية، حيث سارعت المحال التي تواجه صعوبة في استقدام عمالة وافدة إلى الاعتماد على الفتيات سعوديات بالبيع بمساعدة من زميلات وزملاء في العمل. في حين قالت نوف الحربي – باحثة في القضايا الاجتماعية – إن توجه الطالبات للعمل في العطلات الصيفية واقتحامهن سوق العمل بعد موسم دراسي مرهق يعتبر توجها إيجابيا وظاهرة صحية تستوجب التشجيع والتحفيز من قبل الجهات الحكومية والإعلامية لأن في ذلك رسالة للمجتمع على أن الفتاة السعودية أصبحت أكثر وعيا واستشعارا بالمسؤولية، وتضيف «رغم أنهن في سن مبكرة إلا أنهن نظرن بعين المسؤولية لمستقبلهن وحرصن على السعي على اكتساب مهارات والاستفادة من العطلات والخروج منها بمكاسب مادية ومعنوية».