المرة الأولى والأخيرة التي شاهدت فيها المهاجم سعيد العويران كانت قبل 5 سنوات في بهو فندق شهير على شارع جامعة الدول العربية بالقاهرة, كانت تبدو عليه الأعراض الانسحابية للرجل ذي المجد؛ فله ملامح عسكري أصبح مترهلا أكثر بعد أن طرده الثوار من وظيفته الإدارية أو ممثل متوسط الشهرة توقف المنتجون عن عرض الأدوار عليه لأسباب فنية بحتة, الغريب أنه كان يقاوم هذه الأعراض بالضحك, كان يضحك أكثر ممن شاهدتهم في القاهرة لتظهر أسنانه عبر ظلام الشتاء والبهو والمستقبل. هذا الأسبوع خرج الأستاذ سعيد بتصاريح غريبة في جريدة سبق الإلكترونية ضد رئيس ناديه السابق خالد البلطان, هذه التصاريح هي انعكاس للصورة أعلاه فهو يصف البلطان بأنه «لا يساوي رجله الشمال» ولكنني لا أجد نارية في هذه العبارة, العبارة المثيرة للاهتمام تكمن في «لا أعلم هل نسي من يكون سعيد العويران الذي كان (يقصد البلطان) يحلم في يوم من الأيام بمصافحتي حينما كنت حاضرا عبر المستطيل الأخضر وكان يسعى جاهدا للالتصاق بي؟». إجمالا لا أريد إدخال منهج عالم النفس فرويد في تفسير مفهوم الالتصاق ولكنني أجد كامل حراك العويران حيويا جدا وطبيعيا وعاكسا حقيقيا للوسط الرياضي. حيوية الرياضة السعودية تكمن في تصريح وشخصية كالعويران, القناة التي ظهر من خلالها البلطان متهجما على العويران ثم رد العويران يصنف على أنه حراك يؤدي بالنهاية إلى فتح بيوت إعلاميين وكتاب مقالات كمقالي هذا ومتابعة صحفيين نشطين في الصحف, في المقابل هو دلالة على تأزم في أخلاقيات مهنة الرياضي المحترف, الآن تابعوا لاعب القادسية الموهوب خالد الغامدي مثلا وتابعوا بدقة أكبر ما تقدمه له المؤسسة الرياضية الآن وخلال عشر سنوات مقبلة, إنهم يختطفونه في سن الناشئين لمدة 15 سنة ثم يتركونه بلا هدف ولا معرفة ولا ضمان حياة مستقرة جيدة, سينتهي به الحال مجرد لاعب كان تحت الضوء وأصبح في الظلام بكل ما يلحق ذلك من تداعيات نفسية.