تابع اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل في سورية أعماله، أمس، بدمشق بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع. وناقشت الجلسة الأولى مشروعي قانوني الأحزاب والانتخابات والاستماع إلى مداخلات المشاركين. وكان اللقاء افتتح أعماله، أمس الأول، بمشاركة قوى سياسية حزبية ومستقلة وأكاديميين وقاطعته الأحزاب المعارضة في الداخل والخارج، ووصفته بأنه يفتقد المصداقية. ويناقش اللقاء الأزمة الراهنة في البلاد وتعديل بعض مواد الدستور بما في ذلك المادة الثامنة منه التي تنص على قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للدولة وذلك لعرضها على أول جلسة لمجلس الشعب، إضافة إلى بحث إمكانية وضع دستور جديد للبلاد. على صعيد آخر، كشف سكان أن قوات الجيش قتلت مدنيا واحدا على الأقل وأصابت 20 آخرين في حمص، أمس، خلال أعنف مداهمات للمدينة منذ نشر القوات هناك قبل شهرين لسحق المعارضين للرئيس بشار الأسد. وجاءت الهجمات المدعومة بعربات مدرعة ودبابات على حمص، ثالث أكبر مدن سورية ومسقط رأس أسماء زوجة الأسد، بعد يوم واحد من عقد السلطات لمؤتمر الحوار الوطني. «الغارات العسكرية والاعتقالات من منزل إلى منزل أصبحت أمرا روتينيا بعد الاحتجاجات، ولكن هذه المرة لم يكفوا عن إطلاق النار طوال الليل في الأحياء الرئيسية»، حسب أحد السكان. وقال نشطاء إنه في حماة، الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالا، قامت قوات الأمن بعمليات اعتقال ولكن لم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا. وسمع صوت إطلاق النار عبر المدينة خلال الليل مع مواصلة قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد الغارات بعد قتل ما يصل إلى 30 شخصا، الأسبوع الماضي. ووقع احتجاج ضخم ضد النظام في قلب حماة في الوقت الذي زار فيه السفيران الأمريكي والفرنسي المدينة في لفتة تضامن دولي. وأعلن نشطاء أن مئات السوريين من كل مشارب الحياة يعتقلون في شتى أنحاء البلاد أسبوعيا. وأضافوا أنه يوجد أكثر من 12 ألف سجين سياسي في السجون. ومنعت سورية معظم وسائل الإعلام المستقلة من العمل داخل البلاد، الأمر الذي يتعذر معه التحقق من صحة روايات السلطات والنشطاء. وانتشرت المظاهرات منذ أن أمر الأسد، 45 عاما، بنشر دبابات في العديد من المدن والبلدات حيث شهدت الاحتجاجات نسبة إقبال كبيرة في حملة أسفرت عن قتل 1.400 مدني على الأقل منذ تفجر الانتفاضة في مارس، وذلك حسب ما قالت جماعات لحقوق الإنسان. وتحت ضغوط دولية من بينها حليفته تركيا، فقد الأسد التأييد لمواصلة المزيد من الهجمات العسكرية ووعود الإصلاح في محاولة لتهدئة المحتجين. من جهة أخرى، قامت مجموعة غاضبة من السوريين بمهاجمة سفارتي أمريكا وفرنسا بالعاصمة دمشق، أمس، احتجاجا على الزيارة التي قام بها السفيران الأمريكي والفرنسي إلى مدينة حماة. وقال شهود عيان إن المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة الأمريكية بالحجارة، وحطموا زجاج مدخل الزوار، كما تمكن أحد المتظاهرين من تسلق سور السفارة المرتفع. وقال الشهود إن حرس السفارة الأمريكية أطلقوا قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. كما أفاد شهود عيان بأن مجموعة غاضبة أخرى حاصرت السفارة الفرنسية ورشقتها بالحجارة، وقالوا إن الحراس أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين حولها، بينما أفادت تقارير صحفية بأن بعض رجال الأمن الفرنسيين أدخلوا معتصمين إلى داخل السفارة وضربوهم.