طب أم هندسة، إدارة أم إعلام؟.. تبدأ كل هذه الخيارات والأسئلة في عصف أذهان إخوتنا طلبة الثانويات المقبلين على الدراسة الجامعية، مع ما يرافقها من عواصف التخوف من صعوبة هذا التخصص وعدم تواجد الآخر، أو ندرة فرص العمل لخريجي تخصص ثالث. في كثير من خياراتنا الحياتية أن يكفي أحيانا أن نجري موازنة سريعة بين «القدرة والرغبة»، قدرتنا على خوض غمار ذلك الخيار، ورغبتنا الداخلية في أن نعيشه، فالقدرة دون الرغبة – في خيار كالتخصص الجامعي- لن تكون سوى معلومات جافة تتجرع بثقل، أما الرغبة دون قدرة فهي «كارثة أكاديمية» غالبا ما تكون نتيجتها «تغيير التخصص»، بعد ما مر من الوقت لكثير. وحكاية «تغيير التخصص» تلك كثيرا ما تتكرر في الجامعة، لفقد القدرة أو الرغبة أحيانا، أو لكون الطالب العزيز قد أقدم على اختيار تخصصه متأثرا بتفكير جمعي، فيحمس الطلبة «للطب والهندسة»، وتحمس الطالبات «للمحاماة والإعلام»، ويكون الدارس أبعد ما يكون عن «جو» تخصصه. أما في زمن كزمننا الذي نعايش، والذي نشاهد فيه الأرقام المهولة لأعداد شبابنا العاطلين عن العمل، فيستحسن وبشدة أن تكون «قلة الأيدي العاملة» صفة ملازمة لخريجي التخصص المختار، فاختيار التخصص الجامعي هو -غالبا- اختيار لمسار حياة أحدهم، وعلى ذلك الأحد أن يخطط لحياته مبكرا، وأن يسعى في مهمة «التنبيش» عن فرصة عمل عبر اختياره للتخصص. ليس الأمر بالعسير إذا ما وجد التوكل، ومتى ما رافقت الرأي العزيمة أمل صلاح الأمر، تتلخص القصة في تفكير متأن، واستشارة ثقة تتلوها ركعتا استخارة، وأمل بالله أن يختار الخير حيث كان، ورضي.