اتفق عدد من الخبراء في المجال الرياضي على صحة اختيار خالد المعجل مديرا للمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، معتبرينه واحدا من أفضل الأسماء القادرة على تنفيذ المتطلبات الأساسية في مجال عمله الحالي، وذلك خلال حديثهم ل «شمس» التي وجهت لهم عددا من الأسئلة حول عمل الإداري وما الواجب على المعجل فعله، وأبرز الطرق التي من شأنها أن تساعده في النجاح في مهمته الجديدة، مبدين تفاؤلهم بمستقبل مشرق للكرة السعودية، واتفق غالبيتهم على ضرورة وقوف وسائل الإعلام والجماهير كافة مع المدير الجديد الذي جاء خلفا لفهد المصيبيح لكي يقوم بدوره على الشكل المطلوب. حذر عضو شرف نادي الأهلي الدكتور عبدالرزاق أبو داود من النقد غير البناء الذي يتعرض له بعض الإداريين في الفرق أو المنتخب بسبب هزيمة أو خروج من بطولة، واصفا المعجل ب «الرجل المناسب لهذا المنصب» لما يملكه من خبرة كبيرة اكتسبها من خلال مشواره الطويل سواء كلاعب أو إداري «أتمنى ألا يكون الحكم والنقد السلبي من خلال خسارة مباراة أو بطولة، كل المنتخبات في العالم تخسر وتمر بفترة تراجع والمنتخب السعودي ليس خارج هذه المنظومة». ولم ينس أبو داود دور الإعلام المساعد للمعجل، مطالبا بعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام عليه، وأن يكون النقد في حال وجوده موضوعيا وبناء «في الإيجابيات الكل يصفق لك وفي السلبيات الجميع يقف ضدك، المعجل استلم مهمة حساسة وصعبة، خاصة أن الجماهير السعودية طموحة ونظرتها دائما للمستقبل فهي تبحث عن النتائج الجيدة في كل المشاركات، وهذا ما سيصعب من مهمته ولكن على الجميع دعمه ونقده بموضوعية». واتفق رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري مع ما توجه له أبو داود عن حقيقة دور الإعلام وأهميته في إنجاح المعجل «حقيقة أرى أن دور الإعلام يفوق كل الأدوار، لأنه يسلط الضوء على العمل ويبرزه أو يخفيه، وعلى الإعلاميين منحه الفرصة، ويجب ألا يكون الحكم على نجاح عمله أو فشله من خلال بطولة واحدة لأن العمل الإداري تراكمي يحتاج لوقت طويل قبل التأكد من نجاحه أو فشله»، وأكمل الدوسري حديثه: «الحمل الملقى على عاتق المعجل صعب وثقيل، لأن التدهور الواضح في نتائج المنتخب سببه الأندية التي تراجعت مستوياتها بشكل لافت، وجميع المسؤولين فيها يعترفون بهذا التقصير، ويجب علينا أن نبحث عن أسباب هذا التراجع، التي أرى أهمها عائدا إلى قلة المواهب إضافة للفروقات المادية بين الأندية، حيث أسهمت في خلق فجوة بينها وكان لها دور في هذا الضعف». من جهته طالب الدكتور صلاح السقا وسائل الإعلام أيضا إعطاء المعجل وقتا كافيا للعمل، وأن يحرص على نقل الحقيقة كما هي لما فيه من مصلحة تعود عليه وللعمل الإداري في المنتخب بالشيء الكثير: «على الإعلام أن يمنحه وقتا للعمل وأن يكون صادقا في نقل صورة واضحة لما يقوم به مع إبراز الأمور الإيجابية والبعد عن النقد السريع وإيصال الأخطاء بطريقة مثالية هدفها المصلحة العامة، والبعد عن النقد بدافع الميول رغبة في ضم لاعب على حساب آخر، وأن يكون النقد موجها للعمل وليس على النتائج». وعن الإرث الذي استلمه خالد المعجل قال السقا: «بلا شك منتخبنا ليس في جاهزيته الكاملة، ويمر الآن بمرحلة تجديد الدماء كغيره من المنتخبات ولم يستلم المنتخب في وقت حصاد». ولم ينس السقا أن يبارك لمسؤولي الاتحاد السعودي على قرارهم الموفق بوضع كامل ثقتهم في المعجل لشغل هذا المنصب. وأكد عضو شرف نادي الاتحاد الدكتور مدني رحيمي على سلامة اختيار المعجل معتبره واحدا من أكفأ الرياضيين المتواجدين في الساحة حاليا «بالتأكيد اختيار المعجل لشغل هذا المنصب جاء لكونه من أكفأ الرياضيين» وأكمل: «عندما بحث المسؤولون عن التجديد والتطوير لم يجدوا أفضل من المعجل، خصوصا أن صفحته الرياضية كانت ومازالت ناصعة البياض من الأخطاء». وشدد رحيمي على دور الإعلام بدعمه وأن يكون النقد الموجه لعمله موضوعيا «أتمنى أن يسهم الإعلاميون في نجاحه ومساندته وأن ينزع بعضهم نظارة ألوان الأندية حتى تظهر صورة عمله واضحة وغير مشوشة كما على الجميع منحه الفرصة، لأنه قدم من إدارة كرة في ناد وهو الآن مدير للمنتخب والفرق بين المهمتين كبير وشاسع يحتاج إلى وقت للتأقلم مع هذا التغيير». ويرى رحيمي أن وظيفة الإداري محددة ولا علاقة لها بالأمور الفنية: «يجب ألا نعطي الموضوع أكبر من حجمه، الإداري له مهام محددة وبالتأكيد ليس منها الأمور الفنية». وخالف الناقد الرياضي صالح الطريقي كل من سبقه بتشكيكه في أهمية الدور الذي يقوم به المدير الإداري معتبرا مهامه يشوبها الكثير من الضبابية وعدم الوضوح «لا أحد يعلم عن مهام المدير الإداري شيئا سواء في الأندية أو المنتخب، ومهامه تشوبها الضبابية وعدم الوضوح.. المعروف أن المدير الفني هو المسؤول عن كل التفاصيل بما فيها الجوانب الإدارية بتواجد قطاعات تابعة له وتعمل تحت إمرته وتوكل لأجهزته كامل الأعمال الإدارية، والمركب في نهاية الأمر يقوده دائما شخص واحد، ولكن عندما يقال مدير إداري ومدير فني فمن يحاسب من؟ ومن المسؤول؟ أنا ضد مسمى مدير إداري سواء في الأندية أو المنتخبات». وواصل الطريقي حديثه قائلا: «أتمنى ألا يفهم من حديثي أن المعني به هو المعجل، لأني أعارض هذا المنصب وطالبت بإلغائه من وقت فهد المصيبيح فأنا ضد هذا المسمى، ولو رجعنا للسابق لم يكن لمدير الكرة وجود في أنديتنا، كما أنه ليس له وجود في الأندية والمنتخبات العالمية لا سابقا ولا حاليا، ولكن ربما اخترع هذا المنصب أحد رؤساء الأندية لدينا بزراعته لجاسوس ينقل له الأخبار وأدق التفاصيل وأعطاه هذا المسمى لتحسين صورته». وأكد الطريقي أن مهمة المعجل صعبة جدا إذا سايرنا توجهنا بوضعه مديرا إداريا للمنتخب، كونه قدم في عز فترة تدهور المنتخب نتيجة لما يحدث في الدوري السعودي الذي فقد كثيرا من قوته «علينا أن نلغي خطاب اللعب على العواطف بأننا نسعى لصناعة منتخب الأحلام وغيرها من العبارات الرنانة، الحقيقة أن المشكلة ليست في المنتخب لأنه يمثل المحصلة النهائية لعمل الدوري والأندية السعودية.. الدوري القوي يولد منتخبا قويا، والمطلوب من الاتحاد السعودي صناعة دوري متميز وليس تشكيل منتخب قوي، كما أنه لا وجود لفترة إعداد وتغيير جلد، والمنتخب يستقطب اللاعبين المميزين ويخوض بهم المشاركات المجدولة ولنأخذ العبرة من المنتخبات العالمية، فالدوري الفرنسي والأرجنتيني وغيرهما لم تصنع منتخبات بهذا الحضور القوي ولكن صنعها احتراف لاعبيها في الدوريات القوية الأخرى في أوروبا ونحن وبعد 18 عاما احترافيا عجزنا عن صناعة دوري قوي، كما عجز اللاعب السعودي عن الوصول للاحتراف الخارجي». وكان للأمين العام لنادي النصر علي حمدان وجهة نظر مختلفة مع من سبقوه بتأكيده على أن الإعلام لن يكون له دور بارز في مسألة نجاح المعجل من عدمها، موضحا أن كلمة الفصل تبقى في البرامج المعدة من قبل إدارته أما الإعلاميون فهم مواطنون يهمهم نجاحه، وأضاف «النتائج غير المرضية للكرة السعودية تجعل الحمل عليه كبيرا، وعلى من يتسلم مسؤولية المنتخب أن يقوده من المركز 92 إلى المراكز المتقدمة التي سبق أن حققها». أما المتحدث الرسمي لنادي النصر طارق بن طالب، فقد جاء حديثه مشابها مع ما توجه له رئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري بربطه بين تراجع نتائج المنتخب بالمرحلة الحرجة التي تمر بها غالب الأندية المحلية: «المنتخب يتكون من عناصر من الأندية التي تمر بدورها في فترة تراجع مخيف ولا شك أن مهمته صعبة للغاية في ظل هذا التراجع». ووجه ابن طالب رسالة إلى الإعلاميين مفادها أن «يفكوا المعجل من شرهم» معتبرهم ينتقدون بسبب أحيانا ودون داع في مرات عدة «كل ما نتمناه من الإعلام فك المعجل من شرهم ونقدهم في الفاضي والمليان، لدينا إعلاميون لا يرون إلا شعارات أنديتهم وغايتهم إبعاد لاعب من ناد منافس وجلب اللاعب الذي يحبون للمشاركة مع المنتخب». من جانبه شدد الكاتب حمد الدبيخي على أن عمل المعجل يخضع لسياسة عليا للمنتخب وعليه أن يطبقها؛ ليبقى دوره الأهم وهو تعامله مع اللاعبين حتى لا يكرر الخطأ الذي وقع فيه سلفه فهد المصيبيح «نجاح المعجل يعتمد على السياسة العليا التي ترسم طريق المنتخب وإن كان للمعجل دوره في ذلك، إلا أن الأهم معاملته للاعبين بصورة حسنة ومراعاة الفروق الفردية والظروف البيئية التي قدموا منها دون أن يؤثر تعامله في مسيرة نجم أو يبخس حق آخر، والتعامل مع الجميع يجب أن يكون بمسك العصا من المنتصف وليس من الطرف لأن ذلك سيؤدي لخسائر كبيرة، ومشكلة المصيبيح السابقة كانت تطبيقه لنظام صارم جعل الجميع في حالة تذمر من تعامله». ويرى الدبيخي أن المعجل قادر على تجاوز كل العواقب التي وجدها في طريقه بعد المستويات السيئة التي قدمها المنتخب في الفترة الماضية بشرط اتباع الاستراتيجيات المرسومة «لا شك أنها مسؤولية كبيرة ولكن تم اختيار المعجل بناء على كفاءته في العمل، ومهما كانت المشكلات السابقة إلا أن هناك استراتيجية جديدة ترسمها سياسة عليا وهو عليه تطبيقها» .