قال مدير المنتخب السعودي الجديد خالد المعجل ذات حوار صحفي "من يعرفني جيداً، فسيعرف أنني لست من هواة التسابق على الإعلام؛ لأنني مؤمن أن العمل هو من يفرض نفسه، والنجاح هو اللسان الذي يتكلم بالنيابة عنك". تلك الجملة التي قالها المعجل جاءت في سياق حديث أطلقه بعد فوزه بلقب أفضل مدير فريق في الاستفتاء الذي نظمته صحيفة (الرياض) بنهاية الموسم الكروي 2008- 2009، الذي شارك فيه نخبة من الإعلاميين والفنيين، وبدا واضحاً أن كلام المعجل لم يكن يومها حديث شخص منتشٍ بلقب كبير أحرزه، ولا "إعلاماً" قذف بها للاستهلاك الإعلامي، وإنما قناعة تجسدت على أرض الواقع كحقيقة يتلمسها من تابع مسيرته منذ أن كان لاعباً، وحتى مع تحوله للعمل الإداري في ناديه، وحتى غدا اليوم يتأهب لقيادة المنتخب السعودي الأول. فالمعجل الذي بدأ حياته لاعباً في صفوف الشباب في النصف الثاني من السبعينيات الميلادية، وبلغ المجد الكروي في مطلع الثمانينيات حينما توج نفسه هدافاً للدوري السعودي أول مرة موسم 1981- 1982، ومرة أخرى موسم 1987- 1988، واقتحم تشكيلة المنتخب السعودي غير مرة خلال هذه الفترة، قبل أن يعتزل الكرة في بداية التسعينيات ليتحول للعمل الإداري الذي حقق فيه نجاحات لافتة مع الشباب لم يعهد عنه بحثه عن التواجد على صفحات الجرائد ولا خلف الشاشات؛ إذ فضل دائماً لعب دور الجندي المجهول. وعلى الرغم من حالة الترقب التي عاشها الإعلام السعودي وكذلك جماهير (الأخضر) طوال ما يقارب خمسة أشهر لمعرفة الشخص الذي سيخلف مدير المنتخب السابق فهد المصيبيح الذي فقد منصبه بعد التحولات الكبرى التي اعقبت خروج المنتخب من بطولة كأس آسيا التي استضافتها الدوحة في يناير الماضي التي ودع فيها البطولة من دورها الأول بثلاث هزائم من الأردن وسوريا واليابان إلا أن أحداً لم يصدمه اختيار المعجل في المنصب الصعب، وهو ما يحدث أول مرة. ويعترف المعجل أن دخوله للمنتخب من بوابة نادٍ بعيد عن الضغوطات الجماهيرية والإعلامية قد تخفف من حالة الاحتقان التي تصاحب أية تعيينات من هذا النوع، لكنه في الوقت نفسه يدرك أنه لم يأت للمنصب للتشريف فقط، وإنما للتكليف بعمل كبير يستحق أن يوضع على أثره في وجه المدفع. ولا يطالب المعجل من أحد المديح والثناء على عمله المقبل؛ بقدر ما يطالب بالصبر عليه وعلى المنتخب بشكل عام؛ مشيراً في ذلك إلى أنه سيعمل ضمن منظومة عمل تنشد النجاح الحقيقي الذي يقوم على وضع خطط إستراتيجية ومرحلية، وليس مجرد البحث عن مسكنات أو علاجات آنية. ولا يخفي مدير المنتخب الجديد مخاوفه وهو يجلس على المقعد الذي لا زال ساخناً منذ أن غادره المصيبيح؛ لكنه يبرر مخاوفه تلك لكونه في مهمة وطنية تستدعي الاستنفار الدائم والشعور بالحس الوطني كي يستطيع رد الدين لمن وثق به، ويضيف: "لست خائفاً على نفسي، بقدر ما أنا متخوف على العمل الذي أوكلت به، فنجاحي يعني أن سفينة المنتخب قد عبرت إلى شاطئ الأمان، وفشلي - لا سمح الله - يعني أن السفينة قد ضلت الطريق".